القاهرة ــ الأخبار
فيما يستمرّ التجاذب بين الإسلاميّين في مصر على خلفيّة المراجعات الفكريّة والفقهيّة لتنظيم «الجهاد»، باغت القيادي البارز في «الجماعة الإسلاميّة»، ناجح إبراهيم، تنظيم «القاعدة» بدعوته إلى مراجعة أدبيّاته الفقهيّة.
ووفقاً لمقال نشره الموقع الإلكتروني لـ«الجماعة»، يرى ناجح أنّ القضايا التي تحتاج إلى مراجعات خاصّة وشاملة بـ«القاعدة» هي «فكرته الخاطئة» عن فريضة الجهاد، مشيراً إلى أنه ينبغي على «قادة القاعدة، وفي مقدمتهم الشيخ أسامة بن لادن وذراعه اليمنى الدكتور أيمن الظواهري، مراجعة أهداف واستراتيجيّات» التنظيم.
ونصح ناجح «القاعدة» بترك سياسة «خلق الجبهات» مع الأعداء والخصوم، وأشار إلى أنّه «مارس فناً لا يرغب فيه أيّ قائد حكيم وهو كذلك لا يقدر على نتائجه. فبدلاً من تحييد الأعداء، قاتل القاعدة الدنيا كلها بلا استثناء ولم يترك دولة إسلاميّة أو غير إسلامّية إلّا وأعلن الحرب عليها، ولم يترك حكومة إلا وخاصمها وقاتلها وقام بتفجيرات على أراضيها».
ورأى ناجح أنّ القاعدة «يحاول الحصول على السلاح النووي والكيميائي لضرب أميركا وحلفائها، لا لمجرّد الردع ويحاول إفناء الشيعة في العراق ويحاول تحرير فلسطين كلّها وطرد أميركا تماماً من الخليج وهزمها في العراق وأفغانستان ومحاربة وإزالة كلّ الأنظمة العربيّة من دون استثناء وفي وقت واحد».
وتسائل ناجح: «إذا كان بلد مثل مصر في عاصمته فقط أكثر من 10 آلاف مئذنة، وفي كل معسكر صغير في الجيش أو الشرطة مسجد، وفي كل شركة مسجد، وفي كل هيئة حكوميّة مسجد أو مصلّى... إذا كانت هذه البلد دار كفر فأين تكون دار الإسلام إذاً؟».
وفي السياق، قال مدير «مركز المقريزى للدراسات» التاريخيّة اللندني، هاني السباعي، لـ«الأخبار»، إنّ «كلّ ما يجري في مصر الآن مرتبط بمشروعات مؤسّسة «راند» الأميركية التي «تهتمّ بالتيّار الإسلامي الجهادي أو ما يسمّى السلفية الجهاديّة». ورأى أنّ هذه المؤسسة «تريد تقزيم وشرذمة هذا التيّار الرافض للهيمنة الأميركيّة في العالم الإسلامي عن طريق شقّ الوحدة الفكريّة للتيار الإسلامي الجهادي من خلال تشجيع السلطات الحاكمة في الدول العربيّة بتبنّي هذه التراجعات وتسليط الأضواء عليها وتضخيمها».
ورأى السباعي أنّ النظام المصري يريد «احتواء هؤلاء المتراجعين واستخدامهم كفزّاعة لتخويف الإخوان المسلمين باعتبار أن هؤلاء المتراجعين سيرضون بالفتات الذي منحه لهم في مقابل بيانات يصدرونها، بين الحين والآخر، تشيد بحكمة الحاكم والثناء على ورعه وتقواه وتدينه».
وشدّد السباعي، الذي يقول إنه يتعرّض لمضايقات مستمرّة من الحكومة المصرية، على أنّ «وثيقة ترشيد العمل الجهادي كتبها المنظر الفكري للإسلاميّين، سيّد إمام، تحت الإكراه» وأنهّا «عديمة الصدقيّة». وأضاف أنّ من «أيّدوا الوثيقة من قادة الجهاد البارزين هم إمّا في السجن أو مفرج عنهم تحت شرط الإقامة الجبريّة، وهم في قبضة السلطان وإن خرجوا من السجن، فبمقدور الحاكم أن يعيدهم إلى السجن، لذا فشبهة الإكراه قائمة».