غزة، رام الله ــ الأخبار
عباس يجدّد شروطه للحوار الداخلي و«حماس» تتّهمه بالمشاركة في الاعتداءات

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس عدوانها على قطاع غزة، حيث سقط شهيدان، في وقت تراجع فيه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن تصريحاته السابقة بقرب تنفيذ العملية العسكرية الموسعة.
واستشهد فلسطينيان، أحدهما من هواة صيد الطيور وآخر مقاوم في كتائب «عز الدين القسام»، في حادثين منفصلين؛ الأول عندما اغتالت قوات الاحتلال المواطن ماجد عوض مطر (34 عاماً)، حيث أطلقت النار عليه بينما كان يمارس هواية صيد الطيور بالقرب من تلة أبو صفية شرق مخيم جباليا.
وقالت مصادر طبيّة إن «قوات الاحتلال أعاقت وصول سيارات الإسعاف والطواقم الطبية لإسعاف الشهيد مطر، وتركته ينزف لأكثر من ساعة، قبل أن يجري نقله بعد عملية تنسيق مع قوات الاحتلال، لكن حالته الصحية كانت قد بلغت درجة الخطر الشديد».
أمّا الحادث الثاني، فكان استشهاد المقاوم في «كتائب القسام»، أحمد أبو العون (23 عاماً)، وإصابة اثنين آخرين من رفاقه، جراء انفجار عبوة ناسفة بطريق الخطأ كانوا يزرعونها شرق حي الشجاعية في مدينة غزة.
وكانت قوات الاحتلال قد توغلت في منطقة كرم أبو معمر في محيط معبر صوفا التجاري شرق مدينة رفح جنوب القطاع مساء أول من أمس، وسط إطلاق نار كثيف في كل الاتجاهات.
وواصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون في تجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع داخل فلسطين المحتلة عام 48. وقالت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال إن ستة إسرائيليين أصيبوا بحال من الهلع والخوف جراء سقوط أحد الصواريخ الفلسطينية على منزل سكني في بلدة سديروت داخل فلسطين المحتلة عام 48.
في هذا الوقت، تراجع أيهود باراك عن تصريحاته السابقة بقرب تنفيذ جيش الاحتلال عملية عسكرية برية في القطاع، واستبعد، خلال تفقده وحدات عسكرية منتشرة في محيط القطاع، شن هجوم بري قريب.
ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن باراك قوله «نعرف أننا قد نضطر في نهاية الأمر إلى تنفيذ عملية عسكرية واسعة، لكننا غير مستعجلين»، مضيفاً إن «مثل هذه العملية لن تحصل إلا بعد أن يجري استنفاد كل الوسائل الأخرى».
وأشاد باراك بالجرائم اليومية التي يرتكبها جيشه في القطاع، مشيراً إلى أن «العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد المجموعات الفلسطينية المسلحة نجحت في قتل أكثر من 35 (مقاوماً بينهم مدنيون) خلال الأيام العشرة الأخيرة».
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن مؤتمر أنابوليس «كان فقط من أجل إطلاق مفاوضات الوضع النهائي، ولم يكن من أجل المفاوضات نفسها». وأضاف، خلال افتتاحه المؤتمر التأسيسي الأول لبرلمان الشباب المقدسي في رام الله، «كنا وما زلنا عاقدي العزم على إطلاق المفاوضات على مستوى دولي، وإن فكرة مؤتمر أنابوليس بدأت من الرئيس الأميركي جورج بوش».
وقال عباس «إن هناك الكثير من المتربصين الذين يريدون أن يحرّفوا الحقائق قالوا إننا ذهبنا لبيع القضية، وللتفاوض وللتوقيع، لكن أُسقط في أيديهم عندما رأوا ما نقول على شاشات العالم». وأشار أبو مازن إلى أن «هناك الكثير من الأطراف العربية وغير العربية التي تريد حواراً فلسطينياً، لأن وضعنا غير مريح لأحد، ونحن نقول إن ما حصل هو نكسة للشعب الفلسطيني، وتخريب للمشروع الوطني الفلسطيني، وما حصل هو انقلاب أسود في جزء من الوطن، قام به رئيس الوزراء ووزير الداخلية». وشدّد على أن «القيادة الفلسطينية ليست ضد الحوار، لأننا نريد لم شمل كل الشعب الفلسطيني بكل فئاته المختلفة المتباينة فكراً وعقيدة وسياسة، وحماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ونحن حريصون على أن تكون في داخل هذه البوتقة الوطنية الفلسطينية، لكن عليها أن تتراجع عن انقلابها». وتابع أنه «لن يكون هناك حوار ما لم تتراجع حماس عن انقلابها، ولن نقبل في إطار منظمة التحرير من يرفض التزاماتها ويرفض ما وافقت عليه في الماضي، لكن عندما يصبح داخل هذه المؤسسة، فله أن يعبر عن رأيه بالشكل الذي يريد».
في المقابل، انتقد المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، موقف القيادة الفلسطينية والفريق المفاوض من «الاعتداءات» الإسرائيلية الأخيرة على الفلسطينيين. واتهم عباس والفريق المفاوض «بمشاركة إسرائيل في شن المزيد من العمليات على الفلسطينيين».
وفي سياق التجاذبات الداخلية بين الحكومتين الفلسطينيتين، اتهمت وزارة الصحة في حكومة تسيير الأعمال الحكومة المقالة بالسطو على خزانات الوقود في المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع.