strong>غيتس يحرّض دول الخليج على إيران: إسرائيل لا تزعزع استقرار حكومة لبنان
يبدو أن الولايات المتحدة، بعد صدور تقرير استخباراتها عن توقف النشاطات النووية العسكرية لإيران قبل أربع سنوات، قد نقلت المعركة إلى دول الخليج العربي، التي أبلغها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن الخطر النووي الذي يتهددها يأتي من طهران، لا من تل أبيب، داعياً إياها إلى ممارسة الضغوط على الجمهورية الإسلامية والتزود بـ«مظلة» دفاعية مضادة للصواريخ.
لكن رد طهران جاء بطريقة غير مباشرة بإعلانها تطوير جيشها ليضم عشرات الملايين من التعبويين. وقال رئيس أركان القوات المُسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي، إنه «تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة (آية الله علي خامنئي) خلال مناورات قوات التعبئة التي شارك فيها 8 ملايين تعبوي، والتي أكدت الاهتمام بالتطور العلمي وتجاوز نطاق العلوم الحالية، فإن البلاد على أبواب نهضة كبيرة، يُحَوَّل خلالها جيش العشرين مليون مقاتل إلى جيش عشرات الملايين من التعبويين، وبدأنا من اليوم بتنفيذ هذه الأوامر».
من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، تصريح غيتس بأنه «يستهدف المساس بتضامن دول المنطقة»، مضيفاً أن هذا التصريح لم يتمكن من إثارة الفرقة والخلاف بين دول الخليج، مؤكداً أن «بعض مسؤولي دول المنطقة ردّوا عليه ورأوا تصريحاته تدخلاً في الشؤون الداخلية». وعن سبب عدم حضور وزير الخارجية منوشهر متكي مؤتمر المنامة حيث ألقى غيتس تصريحاته، قال حسيني: «كان من المقرر أن يُشارك متكي في المؤتمر، لكن بسبب برامجه المُكثّفة لم يتمكن من المشاركة»، مشيراً إلى زيارة يقوم بها متكي إلى موسكو خلال الأسبوع المقبل. وتحدث عن زيارة يقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى تركيا موعدها «لم يحدد بعد والمشاورات مستمرة في هذا المجال».
وفي شأن تقرير الاستخبارات الأميركية الذي صدر الاثنين الماضي، أوضح حسيني أن بلاده «لديها خطوات قانونية بخصوص التجسس الأميركي سترفعها إلى مجلس الأمن الدولي».
أمّا متكي، فقد كشف من جهته عن أن وزارته بعثت برسالة إلى سفارة سويسرا لدى إيران ـــــ الراعية للمصالح الأميركية ـــــ تطالب فيها بتقديم توضيحات في شأن التجسس الأميركي على برنامجها النووي. وقال متكي إن «الوزارة قدمت رسالة إلى السفارة السويسرية في طهران، تطالب فيها بتفسيرات في شأن التجسس الأميركي على القضية النووية الإيرانية». وأضاف، مخاطباً طلاباً في طهران، أن الرسالة سلمت بعد وقت قصير من نشر تقرير الاستخبارات الأميركية يوم الاثنين الماضي في واشنطن.
وفي السياق، دعا مستشار خامنئي للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إلى عدم التفاؤل أكثر من اللازم بإيجابية التقارير الغربية بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني. وقال ولايتي، لوكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، إنه «لا ينبغي علينا لمجرد سماع تقرير من بعض وسائل الإعلام الغربية، أن نوكل مصير بلادنا النووي إليهم»، مشيراً بذلك إلى تقرير وكالات الاستخبارات الأميركية.
وكان غيتس قد أعلن، خلال مؤتمر إقليمي عن أمن الخليج، نظّمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في المنامة، أن «سياسة إيران تقضي بزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى، كما أن سياستها الخارجية تشكل تهديداً لمصالح الولايات المتحدة ومصالح كل دولة في الشرق الأوسط وكل الدول الواقعة في مدى الصواريخ البالستية التي تطورها».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة راغبة ببدء محادثات مع إيران، قال غيتس إن تصرفات النظام الإيراني «لا توحي أن الحوار سيكون مثمراً».
ودعا غيتس دول الخليج إلى العمل معاً لتحسين أمن المنطقة، داعياً إلى «جهود متعددة الأطراف لتطوير أنظمة إقليمية للدفاع الصاروخي تُشكِّل مظلة حماية دفاعية» في مواجهة التهديد الإيراني.
وقال غيتس، رداً على سؤال: «لا أعتقد» أن إسرائيل تمثِّل، كقوة نووية، تهديداً لدول الخليج. وقوبل هذا الرد بالضحك من الحضور في غرفة غصت بمسؤولين حكوميين من دول الشرق الأوسط. وأضاف الوزير الأميركي: «إسرائيل لا تدرب إرهابيين لكي يذهبوا ويقوموا بأعمال تخريبية في الدول المجاورة، ولا ترسل أسلحة إلى بلد مثل العراق لتقتل آلاف المدنيين، ولا تسعى إلى زعزعة استقرار الحكومة اللبنانية».
إلى ذلك، نُظم تجمع طلابي في جامعة طهران أمس احتجاجاً على اعتقال أربعة أشخاص، كانت وصفتهم وزارة الأمن الإيرانية بأنهم «مخلّون بالأمن». وردد الطلاب المحتجون شعارات ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد. وحملوا لافتات كتب عليها «نعيش أحراراً أو نموت»، و«لا للحرب ولا للفاشية» و«النساء يجب أن يقررن مصيرهن، لا الدولة».
(يو بي آي، أ ف ب، أ ب، رويترز، مهر)