بعدما عجزت عن تحقيق أهدافها بوسائل عديدة، لجأت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» إلى إدارة برنامج سري يهدف الى تشجيع الايرانيين المشاركين في البرنامج النووي الإيراني على الفرار إلى الغرب، حسبما ذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز».ونقلت الصحيفة عن «مسؤولي استخبارات حاليين وسابقين مطلعين على البرنامج» قولهم إن البرنامج الذي يحمل عنوان «تصفية الأدمغة» أُطلق بأمر من البيت الأبيض في عام 2005 بهدف تقويض البرنامج النووي الإيراني.
وقالت الصحيفة إن البرنامج لم يُحقّق سوى نجاح محدود، مشيرة إلى أن «أقل من ستة إيرانيين مهمّين فروا ولم يتمكن أي منهم من توفير أية معلومات جيدة عن برنامج إيران النووي».
ولم تحدد الصحيفة هوية الفارّين، إلا أنها قالت إن هناك تكهنات بأن الـ«سي آي إيه» لها يد في فرار نائب وزير الدفاع الإيراني السابق علي رضا أصغري الذي اختفى في شباط الماضي خلال زيارة الى تركيا.
وكانت المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها من خلال البرنامج، هي القاعدة التي استند إليها التقرير الأخير لأجهزة الاستخبارات الأميركية عن النشاط النووي الإيراني.
وفي طهران، قال ممثل المرشد الأعلى للثورة الاسلامية في المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، إنه «يمكن تحديد مصالح مشتركة مع أميركا في ما لو غيرت سياساتها وتوجهاتها في المنطقة».
وخلال ملتقى طلابي في جامعة طهران، رد لاريجاني على سؤال عما إذا كان من الممكن أن تتلاقى مصالح إيران مع أميركا مثلما تتلاقى مع روسيا، قائلًا إن «مصالح روسيا ليست في أن تبقى إيران دولة ضعيفة معتمدة على أميركا، وروسيا تسعى أيضاً وراء مصالحها في لعبة الشطرنج في المنطقة». وأضاف أن «أميركا لديها مصالح في المنطقة وخلافات استراتيجية مع إيران»، متهماً واشنطن بأنها «طامعة بثروات المنطقة النفطية».
وأشار لاريجاني إلى الدول المعنية بالملف النووي الايراني (الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا)، قائلًا إن «أفضل طريق هو التفاوض مع إيران، وإن أفضل الحلول في الوقت الحاضر هو عدم انشغالهم بإجراء محادثات تمهيدية بل عقد محادثات مباشرة بين (5+1) مع ايران ليتمكنوا من طرح أسئلتهم». وأكّد لاريجاني أن «كلا التيارين الإصلاحي والمبدئي في ايران لديهما تطابق في وجهات النظر تجاه المصالح الوطنية».
في هذا الوقت، عقد وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، برئاسة مسؤ‌ول القسم الإقليمي في اتفاقيات الضمان هرمن ناكارت، جولة جديدة من المحادثات أمس في طهران. وتُركّز هذه المحادثات، التي تتواصل ثلاثة أيام، على تساؤلات في شأن جزيئات اليورانيوم المخصَّب التي عثر عليها مفتشو وكالة الطاقة في جامعة طهران التقنية.
من جهة أخرى، دعت جبهة المشاركة، أكبر الأحزاب الإصلاحية في إيران، الإصلاحيين إلى الاتحاد تمهيداً للانتخابات التشريعية في 14 آذار لمواجهة تهديدات الحرب والعزلة التي تحدق بالبلاد.
وقالت جبهة المشاركة، في بيان، «اليوم، بعد عامين على تولي الحكومة الجديدة (للرئيس محمود احمدي نجاد) مهماتها، باتت عواقب السياسة الخارجية ملموسة». وأضاف البيان «بعد قرارين غير مسبوقين ضد إيران، بدأ للأسف التحضير لإصدار قرار ثالث، وأعيد تشغيل الآلة الدعائية للتهديدات الأميركية والأوروبية، وخصوصاً العسكرية منها».
إلى ذلك، قال مسؤولون غربيون إن مصارف إيران اقتربت من مرحلة الانهيار، وإن قطاعاتها الصناعية تواجه نقصاً حاداً بسبب العقوبات الدولية. وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس إن تقريراً رُفع إلى مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني اعترف بأن استمرار العزلة الاقتصادية للبلاد تخلّف مضاعفات تنذر بوقوع كارثة على الرغم من تصريحات الرئيس محمود أحمدي نجاد بأن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والأمم المتحدة على بلاده لا تؤدي إلى نتيجة.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، مهر)