دخلت محادثات بالي حول المناخ في جزيرة بالي الإندونيسية، أمس، في وقت إضافي، بعدما انتهى اليوم الأخير من دون التوصل إلى اتفاق، لكن المواجهة الأوروبية ـــــ الأميركية التي خيّمت على المفاوضات التي بدأت في 3 الشهر الجاري تراجعت حدّتها، معزّزة من آمال التوصّل إلى خريطة طريق قبل المؤتمر المقبل في عام 2009.وقدّم وزير البيئة الإندونيسي، راشمات ويتويلار، أمس، اقتراحاً لتضييق الفجوة بين موقفي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، دعا فيه إلى إسقاط ما اقترحه الاتحاد الأوروبي بشأن خفض انبعاثات الكاربون في الدول الغنية بما بين 25 و40 في المئة دون مستوياتها عام 1990 بحلول عام 2020، وهو ما تعارضه بشدّة الولايات المتحدة، ويعرض أن تصل الانبعاثات إلى ذروتها ما بين عشرة إلى 15 عاماً ثم تخفض إلى أقل من نصف مستويات عام 2000 قليلاً بحلول عام 2050.
ووصف وزير البيئة الألماني، زيجمار جابريل، الموقف بأنه «جيد والمناخ في مؤتمر المناخ جيد وسيحالفنا النجاح في النهاية»، مشيراً إلى أهمية التوصل إلى «حل وسط» ترغب فيه جميع الأطراف. لكنّه أشار إلى إصرار أوروبا على أن تضع محادثات بالي خطوطاً إرشادية صارمة في ما يتعلق بالحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2020 برغم معارضة واشنطن لذلك.
وأكّد مفوض الاتحاد الأوروبي للبيئة، ستافروس ديماس، في بيان، «ضرورة وضع إشارة بشأن معدل خفض الانبعاثات بالنسبة للدول المتقدمة بحلول عام 2020».
ووصف رئيس الأمانة العامة لتغير المناخ في الأمم المتحدة، إيفو دي بور، المقترح الجديد بأنه «أساس لحل وسط لأنه يحافظ على الخطوط الإرشادية في ما يتفق مع أهداف الاتحاد الاوروبي لعام 2020». كذلك أعرب كبير المفاوضين الأميركيين لشؤون المناخ هارلان واتسون عن تفاؤله بشأن «التوصل إلى اتفاق».
ورغم بوادر التوافق التي ظهرت أمس، فإنّ المسؤول المكسيكي فيرناندو توديلا استبعد أن يتم التوصل خلال محادثات بالي إلى اتفاق بشأن خفض الانبعاثات الحرارية، مرجّحاً أن يؤجل حتى محادثات كوبنهاغن عام 2009، التي ستكون «أم المعارك».
وتُستأنف المحادثات اليوم، بعدما انتهى يوم أمس (وهو اليوم المقرّر لإنهاء المحادثات) من دون التوصل إلى خريطة طريق تمهد للاتفاقية النهائية المزمع توقيعها بعد عامين، ودخلت المحادثات في وقتها الإضافي، ومن غير المعلوم إلى متى ستستمر.
إلى ذلك، انتقدت الجماعات البيئية موقف الولايات المتحدة الذي يعرقل المحادثات، وقال المتحدث باسم تحالف البيئيين طوني جونيبر إن «واشنطن تتصرّف كأنها من ركّاب الدرجة الأولى في الطائرة، يظنون أن وقوع كارثة في الدرجة التجارية لن يُلحق بهم أي ضرر»، مضيفاً، إذا «وقعنا، فسنقع جميعاً».
وتدعم كل من اليابان وكندا وروسيا الخط الاميركي، بينما لا يتضح موقف الحكومة الأسترالية الجديدة التي صادقت على اتفاق كيوتو في بداية فترة حكمها، فيما تقف الدول النامية إلى جانب الاقتراح الأوروبي.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)