نيويورك ـ نزار عبود
شدّد مسؤول إيراني رفيع المستوى، في نيويورك أمس، على أن بلاده «قادرة على صدّ أي عدوان يشن عليها من أي جهة أتى. وأن ما من دولة في المنطقة أو خارجها قادرة على النيل منها، بما في ذلك إسرائيل أو الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن إيران «أقوى دولة في المنطقة، لكنها ليست عدوانية، ولم تكن في يوم من الأيام معتدية».
وردّ المسؤول، خلال لقاء مجموعة من المراسلين الأجانب والعرب في حديث غير رسمي، على اتهام بلاده بدعم الإرهاب والعمل لإنتاج الأسلحة النووية بالقول إن «إسرائيل هي الخطر الفعلي على المنطقة من النواحي العسكرية التقليدية وغير التقليدية، لكنها أصغر من أن تهدّد إيران». وأضاف إن بلاده «لا تحتاج إلى السلاح النووي الذي لا يحمي أحداً. فإسرائيل لا تعيش أماناً رغم امتلاكها له وكذلك باكستان وكوريا الشمالية».
وطمأن المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، الدول العربية إلى أن «إيران لا تنوي إلحاق الأذى بأحد. بل إنها مستعدة لإقامة علاقات طيبة مع كل الدول في المنطقة وخارجها ما عدا إسرائيل». وأعرب عن استعداد إيران للمساعدة في أمن العراق إذا طلب منها ذلك «وكانت الظروف مهيّأة للمساعدة».
وعزا المسؤول التحسن الأخير في الوضع الأمني العراقي إلى تأسيس لجنة من الاجتماعات الثلاثة التي جرت مع الأميركيين والعراقيين، نافياً أن يكون ذلك عائداً إلى توقف نقل السلاح الإيراني إلى العراق. وسخر من تلك الإدعاءات ونفاها قائلاً إن «استقرار العراق حيوي بالنسبة إلى إيران ولن نفعل شيئاً لزعزعة الاستقرار في العراق. ما أعرفه أنه ليس هناك من سلاح يرسل إلى العراق لقتل الأميركيين. وهم لم يثبتوا العكس. بل هناك مئات الأشخاص ممن يتلقون السلاح والتدريب الأميركي لقتل الإيرانيين».
وشدّد المسؤول الإيراني على استعداد بلاده لإقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة ومع سائر الدول الغربية، قائلاً «نودّ رؤية ولايات متحدة محترمة. وهذا ما ليست عليه الحال في الوقت الراهن. أميركا دولة كبرى وشعبها طيب. ونود أن يكون هناك رئيس يحترم شعبه ويكون صادقاً معه، فلا ينكث بوعوده بعد انتهاء الانتخابات». وقال إن «العلاقة مع الولايات المتحدة يمكن أن تكون مفيدة للطرفين في مجال مكافحة إرهاب القاعدة وطالبان. وهو خطر لا ينبغي الاستهانة به».
وقال المسؤول الإيراني إنه «عاتب على الدول الغربية التي تثير موضوع التهديد الإيراني للعالم، والتي لم تقدّم برهاناً واحداً على قولها». وأضاف إن «إيران تلتزم معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، بينما الولايات المتحدة ليست عضواً فيها ولقد ساعدت على نشر السلاح النووي في أوروبا وإسرائيل. كذلك، فإن دولاً أوروبية تطلق الاتهامات بالطريقة نفسها، مثل ألمانيا وفرنسا، فيما مصالحهما مع إيران ضخمة للغاية». وتساءل «هل قالت إيران مرة واحدة إن هذه الدول التي تمتلك كل أنواع الأسلحة غير التقليدية تمثّل خطراً على العالم؟».