واشنطن ــ محمد سعيد
يواجه الرئيس الأميركي جورج بوش «ضغوطاً جديدة» من الجيش لتسريع خطى عمليّة خفض عديد قوّاته في العراق وزيادة مستوياتها في أفغانستان، وذلك في ضوء ادّعاءات المسؤولين الأميركيّين بانخفاض أعمال العنف في بلاد الرافدين وتزايدها بشكل ملحوظ في أفغانستان.
فقد حثّ مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركيّة (بنتاغون) على خفض المزيد من القوّات في العراق أكثر من العدد الموجود في تصوّر البيت الأبيض الذي يرغب في خفض عدد الألوية القتالية من 20 إلى 15 لواء بحلول نهاية الصيف المقبل، وطالبوا بتعزيز القوّات الأميركية في أفغانستان بالعديد من الكتائب والمروحيّات الإضافية وموارد أخرى لمواجهة حركة «طالبان» التي تستعيد نشاطها. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين لم تكشف عن هويّتهم قولهم إنّ «البيت الابيض قد يبدأ مناقشة مستقبل الالتزام العسكري الأميركي حيال العراق وأفغانستان الشهر المقبل». فيما ترى مصادر مطلعة أنّ قرارات بوش بشأن العراق وأفغانستان قد تؤثّر كثيراً في قدرته على نقل أوضاع مستقرّة في الدولتين إلى من سيخلفه في الحكم، وهو هدف يصفه مستشاروه بأنّه أحد أعظم ما يمكن تحقيقه في عامه الأخير في السلطة.
وأوضح المستشارون، بحسب الصحيفة، أنّ بوش سينصت بانتباه إلى قادته العسكريّين قبل إصدار أيّ قرار بشأن القوّات، غير أنّه لن يفعل على الأرجح أيّ شيء سيعتقد أنّه سيعرّض للخطر ما يراها «تحسينات أمنيّة» تمّ التوصّل إليها أخيراً وبصعوبة في العراق.
كذلك كشف مسؤولون أنّ البيت الأبيض أصبح أكثر قلقاً خلال الأشهر الأخيرة بشأن الوضع في أفغانستان، ويعتقدون أنّ الوضع هناك يمثّل تحدياً أكبر على المدى الطويل أكثر من العراق. وأشاروا إلى أنّ الإدارة الأميركيّة تدرس تنفيذ بعض الخطوات للتصدّي لأعمال العنف المتزايدة في أفغانستان، وبينها تعيين شخصيّة سياسيّة دوليّة رائدة لمحاولة تنسيق الجهود بشكل أفضل. وكانت صحف أوروبية قد ركّزت في هذا المجال على السياسي البريطاني، بادي آشداون لتولي هذه المهمة، إلّا أنّ مسؤولاً عسكرياً أميركياً كبيراً قال إنّ ذلك الاختيار غير مرجّح لأنّه سيثير خلافات.
وبحسب المسؤولين، ينوي بوش تكثيف دبلوماسيّته الشخصيّة مع نظيره الأفغاني حامد قرضاي، وسيبدأ على الفور عقد مؤتمرات منتظمة عبر الدوائر التلفزيونيّة المغلقة معه تهدف إلى مراقبة الوضع هناك عن كثب. كذلك ينوي بحث موضوع إعادة هيكلة الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان مع قائد قوّات حلف شمالي الأطلسي، الجنرال الأميركي دان ماكنيل، الذي سبق أن طلب قوّات إضافية تصل إلى 3 كتائب (نحو لواء) من الدول الأعضاء في «الأطلسي».