رام الله ـ أحمد شاكر
بدت فريال سمور (37 عاماً) في حيرة شديدة وهي تنظر إلى المحال التجارية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، حيث كان من المفترض أن تشتري الملابس لأربعة من أبنائها، إضافة إلى متطلبات العيد الأخرى بمئة دولار فقط، استدانها زوجها من أحد الميسورين.
فريال لا تعرف ما تقوم به في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة واقتطاع المصرف من راتب زوجها، الموظف الحكومي، نسبة من الدَّين الذي عليه. ففي ظل الحكومة العاشرة التي كانت تحكم الأراضي الفلسطينية، وحين انقطعت الرواتب لمدة تزيد على عام ونصف العام، اعتادت على شراء حاجيات العيد الأساسية بمئة دولار.
لكن هذه المرة، لم تنجح فريال في الجمع بين شراء الملابس لأطفالها وشراء حاجيات العيد الضرورية، فاضطرت لشراء الحاجيات مفضلةً إياها على شراء الملابس.
ولم تنجح رواتب الموظفين والحركة شبه الكثيفة في أسواق الضفة في انتشال هذه الأسواق من حالة الركود الاقتصادي والتجاري التي تعصف بها نتيجة تردي الأوضاع المعيشية في الضفة.
أما التجار والمواطنون، فيعزون أسباب الركود الاقتصادي في أسواق الضفة وغياب بهجة العيد إلى أسباب وظروف اقتصادية وسياسية، منها الانقطاع السابق للرواتب، وما ترتب على ذلك من مديونيات وارتفاع الأسعار وتدنّي مستوى المعيشة، وارتفاع نسبة البطالة، إلى جانب الحصار والإغلاق الاسرائيلي المتواصل، والانقسام الحاد في الساحة الفلسطينية. ويصف عدد من أصحاب متاجر الملابس والهدايا والإكسسوارات ومتعلقات العيد، حركة المواطنين في الأسواق بأنها لا تعكس حركة شرائية حقيقية، وتنحصر في شراء بعض المستلزمات الضرورية، والقليل من ملابس الأطفال الزهيدة الثمن وبعض الحلويات والقهوة. وتقول الطالبة هيفاء جابر إن الأزمة الاقتصادية التي تواجهها آلاف الأسر الفلسطينية، انعكست سلباً على شراء «مستلزمات العيد»، التي «لم تعد على جدول المتطلبات الأساسية للأسر الفلسطينية منذ سنوات».
واللافت أن والد هيفاء الميسور الحال، رفض شراء الملابس الجديدة لأبنائه، تضامناً مع جيرانه الذين لا يستطيعون شراء ملابس جديدة كل عيد.
ويشير أبو بسام، تاجر الملابس في نابلس، إلى أن الحركة في الأسواق واضحة أفضل من العام الماضي، لكنها ليست المطلوبة في مثل هذه المناسبات، مشيراً إلى أن ليس كل من يزور الأسواق يشتري، بل إن غالبيتهم تأتي للمشاهدة فقط، فيما يعرب العديد من تجار الماشية ومربّي الأغنام عن دهشتهم من عدم إقبال المواطنين على شراء الأضاحي، ما ألحق بهم خسائر كبيرة.