وقف أكثر من مليونين ونصف مليون حاج على صعيد عرفات صباح أمس، الذي يبعد نحو 13 كيلومتراً عن مدينة مكة السعودية، بمواكبة من مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة، لتنظيمهم بحسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إضافة إلى إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم، خلال أدائهم مراسم الحاج. وكان يفترض أن يكون الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ضمن الحجيج الإيرانيين في وقفة عرفات، إلاّ أن اشتداد الزحام في الطرق منعه من ذلك، بحسب منظم تجمّع الحجيج الإيرانيين.
وتمكّن ممثّل مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي من إلقاء كلمة أمام مجموعة من الحجيج الإيرانيين في عرفات، شجب فيها «أعداء الأمة الإسلامية»، وحمّل «يد العدومسؤولية «المؤامرات التي باتت فاعلة في كل من فلسطين ولبنان والعراق وباكستان وأفغانستان، حيث شهدنا أن بعض أبناء دولة مسلمة دخلوا في حرب وصراع بعضهم ضد بعض، ويريق بعضهم دماء بعض». ودعا الشعوب المسلمة إلى «تشكيل الصف الإسلامي الموحد بالمزيد من القوة والصلابة أمام هذا العدو المعتدي». وعرض التلفزيون الإيراني لقطات لحجاج يلوّحون بلوحات كتب عليها «الموت لأميركا»، و«الموت لإسرائيل».
واستُبدلت كسوة الكعبة بكسوة جديدة تبلغ قيمتها 20 مليون ريال (أكثر من خمسة ملايين دولار) مصنوعة من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود. ومع غروب الشمس، بدأت الجموع بالذهاب إلى مزدلفة لقضاء الليل قبل التوجه إلى منى في يوم عيد الأضحى.
بعدها، تبدأ أيام التشريق، التي تُرمى خلالها الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) اليوم، التي ترمز إلى رفض غواية الشيطان، وتعد أخطر مراحل الحج بسبب ما شابها في الماضي من عمليات تدافع مميتة.
إلى ذلك، أعلن مدير جوازات مكة، العقيد عائض اللقماني، عن أن قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من 5 آلاف شخص من مختلف الجنسيات، لتأديتهم الحج بطريقة غير نظامية. وأوضح، لصحيفة «الوطن» السعودية، أن جوازات مكة «تمكنت من القبض على 450 مخالفاً خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، وضبط 1200 شخص آخرين».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)