لا تنفك الولايات المتحدة تطرح مبررات لاستمرار تدخلها في الصومال، وأحدث “ابتكارات” الدبلوماسية الأميركية كان اتهام “الإسلاميين” بإعادة تنظيم صفوفهم في السعودية وإريتريا.وأعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية جينداي فريزر، في حديث لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانيّة في أديس أبابا أمس، أنّ واشنطن تعتقد أنّ عناصر “المحاكم” يعيدون تنظيم صفوفهم في السعودية وإريتريا.
ورأت فريزر أنّه يجب الانتظار لفترة من الزمن قبل معرفة الذين نجوا من الغزو الإثيوبي والضربات الجويّة الأميركية. وقالت “نشدّد على ضرورة العمل مع الحكومة السعودية وأجهزتها، وعلى مستوى المنطقة في محاولة لمنع أيّ إعادة تجمّع للإسلاميّين”؟
وأعادت فريزر إقحام أسمرة على شكل واسع ومباشر كطرف مضادّ في الصومال، مشيرة إلى أن اريتريا “تشكّل مصدراً لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وسترى بالتأكيد حدود تحركاتها الساعية لزعزعة استقرار القرن الأفريقي”.
وفي السياق، رأى المفوض الأوروبي للتنمية والمساعدات الإنسانية، لوي ميشيل، الذي يزور منطقة القرن الأفريقي، أنّ النهج الإقليمي هو الوسيلة الوحيدة لضمان سلام دائم في الصومال، الذي يتمتع بوضع استراتيجي هام على الساحل الشرقي لأفريقيا. وقال ميشيل، خلال مؤتمر صحافي في إريتريا أمس، إنّ “الفكرة هي بدء حوار سياسي مع كلّ الدول في المنطقة حول المشاكل المشتركة التي تحتاج إلى حلول مشتركة”.
وتفادى ميشيل الخوض في موضوع انخراط أسمرة المثير للجدل، عسكريّاً، في حرب الصومال الأخيرة. وقال: “اتفقت مع (الرئيس الإريتري) أسياس أفورقي على أنّ الحوار الشامل الحقيقي بين كلّ الأطراف هو مفتاح السلام الدائم في الصومال”.
إلى ذلك، أفرجت الاستخبارات الكينية أمس عن الزعيم الإسلامي الصومالي شيخ شريف أحمد، الذي تنظر إليه واشنطن على أنّه طرف مهمّ في عمليّة المصالحة الوطنيّة الصوماليّة، وتردّد أنّه سيغادر قريباً الى اليمن. وكان شيخ شريف قد استسلم للسلطات الكينية منذ نحو 10 أيام، واجتمع مع السفير الأميركي في نيروبي مايكل راننبرغر. وترى واشنطن أنّ له دوراً محتملاً يقوم به في أية مصالحة ممكنة بين الحكومة المؤقتة والإسلاميين.
(أ ف ب، رويترز)