استقبل الملك السعودي عبد الله أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فور وصوله إلى مكة، قبل أن يلتقي رئيس الوزراء إسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لـ“حماس” خالد مشعل.وأشار الملك عبد الله إلى أن «استمرار الخلاف بين الفلسطينيين سيستنزف كل الطاقات ويقضي على كل المنجزات النضالية الفلسطينية». وقال إن «ما يحصل في أرض فلسطين لا يخدم غير أعداء الأمة الإسلامية والعربية، وأنه إذا استمر فسيحرم الشعب الفلسطيني ثمرة نضاله البطولي على مدى السنين من أجل تحقيق حقوقه الوطنيةوكان الملك السعودي قد أعرب عن أمله أن يتوصل اللقاء الفلسطيني في مكة إلى “اتفاق ملزم” يضع حداً للعنف بين الفلسطينيين.
وقال الملك عبد الله، في رده على رسالة وجهها إليه الفلسطينيون المقيمون في السعودية: “آمل أن يسمع الإخوة الأشقاء من الفرقاء ما طالبتموهم به عندما قلتم في رسالتكم إن على جميع الأطراف مهما طال الزمن في التحاور بينهم، ألا يخرجوا من الديار المقدسة إلا باتفاق ملزم، وأن يقسموا بالله وعلى كتابه الكريم، وفي رحاب بيت الله على إيقاف هذا الاقتتال، وإيقاف شلال الدم الذي لا يخدم غير أعداء الأمة”.
وقال الملك عبد الله: “تعلمون بأننا وإياكم شركاء في المصير الواحد، ومن هذه حاله لا يمكن له أن ينعزل عن هموم أمته العربية والإسلامية، ولا أن يقف صامتاً يرقب نسيج الوحدة الوطنية ينزف دماً، وتتداعى خيوطه واهنة من جراء اقتتال الإخوة في أرضنا الفلسطينية. وحاشا لله أن نكون كذلك أو نقبل به”.
وأضاف ملك السعودية: “لقد كنا ونحن نعلن نداءنا في العاشر من محرم (29 كانون الثاني) ننطلق من إيماننا المطلق بالله ثم بإسلامنا وبعروبتنا، وندرك أيضاً بأن من ينطلق من تلك الثوابت من أشقائنا في فلسطين، لا بد أن يستجيب لنداء العقل وصوت الحكمة التي نستقيها من أحكام شرعنا”.
وقال الملك عبد الله إنه بعدما لبى القادة الفلسطينيين نداءه ونداء السعودية وشعبها، بما “يمليه عليها واجبها العربي والإسلامي والإنساني... يبقى أن يقوم الإخوة القادة الفلسطينيون بدورهم التاريخي عبر حوار نزيه حر، لا يتدخل فيه أحد، ينتهي بالنتيجة المشرفة التي نأملها جميعاً”.
وكان أبناء الشعب الفلسطيني المقيمون في المملكة قد قالوا في رسالتهم، التي نقلها سفير السلطة الفلسطينية في السعودية جمال الشوبكي، إن “ما آلت إليه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية من صورة مأساوية لا يقبل بها عاقل عوضاً عن كونه عربياً مسلماً”.
ودانت الرسالة “الاقتتال وكل عمل جبان... إننا نؤمن بأن الخلافات مهما كبرت فهي لا تجيز الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد والدم الواحد”. ودعوا الأفرقاء إلى احترام “دماء الشهداء وأن يتقوا الله في الشعب الفلسطيني وفي أنفسهم حتى لا يلطخوا تاريخ كفاح هذا الشعب الذي يناضل من أجل تحرير القدس والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال وأن لا سبيل للخروج من هذا المنزلق والمنعطف الخطير إلاّ بالوحدة الوطنية التي تضم كل أطياف الشعب الفلسطيني”.
من جهة ثانية، تسلم الملك عبد الله رسالة من الرئيس الأميركي جورج بوش. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن مساعدة بوش لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب فرانسيس تاونسند قامت بتسليم الرسالة إلى الملك عبد الله.
وحضر الاستقبال رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبد العزيز والأمين العام لمجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف والسفير السعودي المعين لدى الولايات المتحدة عادل بن أحمد الجبير والسفير الأميركي لدى المملكة جيمس اوبرويتر.
(أ ب، د ب أ، أ ف ب، رويترز)