طهران ـــ محمد شمص
في خطوة استباقية لأي هجوم أميركي محتمل ضدها، استكملت طهران أمس، ولليوم الثاني على التوالي، مناوراتها العسكرية الجوية والبحرية، وذلك بالتزامن مع تصريحات أميركية تدّعي عدم نية واشنطن توجيه أي ضربة ضدها.

أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي، أمس، أن “المصالح الأميركية في كل أنحاء العالم ستكون عرضة للخطر إذا تعرضت إيران ومصالحها لاعتداء عسكري أميركي”. وقال، خلال استقباله قادة القوة الجوية، “إنالأعداء يدركون جيداً أن أي عدوان سيؤدي الى رد فعل شامل من جانب الشعب الإيراني وضد مصالحهم في مختلف أنحاء العالم”.
غير أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جوردون جوندرو، علّق على تصريحات المرشد بالقول إن “خامنئي يدلي بهذه التصريحات من وقت إلى آخر من دون استفزاز مسبّق، ونحن نأمل بالتأكيد ألّا تكون موجهة الى الولايات المتحدة، لأن الرئيس (جورج) بوش أوضح أن ليس لدينا نية لخوض حرب مع إيران”.
وفي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، الى إيجاد حل سياسي للأزمة النووية الإيرانية، وخصوصاً عن طريق الحوار الروسي الإيراني.
وقال بوتين، خلال محادثات مع الممثل الخاص للمرشد علي أكبر ولايتي في نوفو ــ غوغاريفو بالقرب من موسكو، “آمل أن نتوصل في إطار هذه المشاورات (الروسية ـــ الإيرانية) الى نتيجة لهذه المسائل الصعبة التي نبحث عن حل لها”.
وأشار ولايتي، الذي التقى أيضاً وزير الخارجية سيرغي لافروف، الى أنه سلّم بوتين رداً على الرسالة التي وجهها الرئيس الروسي الى القيادة الإيرانية خلال الزيارة التي قام بها الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي ايغور ايفانوف نهاية كانون الثاني الى طهران، لكن من دون الكشف عن مضمون هذه الرسائل.
وكانت وكالة “انترفاكس” الروسية قد نقلت عن ولايتي قوله لدى لقائه إيفانوف “نعتقد أن الخطوة التي يقوم بها الرئيس الروسي تجاه إيران جديرة بالاهتمام وحكيمة ونعتبرها إيجابية جداً وبنّاءة”.
في هذا الوقت، حذّر مستشار الرئيس الروسي، غليب بافلوفسكي، من أن يشهد القرن الواحد والعشرون “حرباً باردة” جديدة تسعى الإدارة الأميركية إلى إحيائها من خلال نشر صواريخ الدفاع البالستية في بولندا وتشيكيا.
ميدانياً، أعلن نائب قائد القوة البحريــــــة في الحرس الثـــــوري الإيراني، العميد علي فــــــدوي، ان إيـــــــــــران أجرت في اليوم الثاني من مناورات “الصاعقة والرعد” تجارب ناجحة على صواريخ يصل مداها الى 350 كيلومتراً وتحمل رأساً متفجراً يزن 500 كيلوغرام، وهي صواريخ استراتيجية من طراز “كروز” بر – بحر (اس اس ان ـــ 4)، تسير على ارتفاع منخفض عن سطح الماء ويصعب على الرادارات كشفها.
واشار فدوي الى أن كل مياه الخليج وبحر عمان والقسم الأعظم من شمال المحيط الهندي أصبحت تحت مرمى هذه الصواريخ القادرة على إصابة وتدمير السفن الحربية الكبيرة على مدى 500 كيلومتر.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني محسني ايجائي أنه اكتُشف مئة جاسوس يعملون لصالح الاستخبارات الأميركية والموساد الصهيوني ويسعون لجمع معلومات عن مواقع عسكرية وحيوية، وأن الأجهزة الأمنية تتابع تحركاتهم ونشاطهم.
إلى ذلك (ا ف ب، يو بي اي، رويترز)، قال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو إن الولايات المتحدة لا تعتبر التجارب الصاروخية الإيرانية اعتداءً على السفن الحربية الاميركية في الخليج، فيما أكد وزير الدفاع روبرت غيتس مجدداً أن واشنطن ليس لديها نية لمهاجمة ايران.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد شددت أول من أمس، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، على أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لا تنوي شن ضربات عسكرية ضد إيران.
اما وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي فقد حذر ايران من توقع “منطق العقوبات” ضدها إذا أصرت على موقفها الرافض التعاون مع الامم المتحدة في شأن برنامجها النووي.
وفي فيينا، ذكر دبلوماسيون لوكالة “فرانس برس” أن الدول الأوروبية ستلجأ الى اتصالات غير رسمية بكبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني في مؤتمر في شأن الأمن يعقد في ميونيخ في ألمانيا اليوم، في محاولة لنزع فتيل الأزمة بخصوص طموحات إيران النووية.
وانتقد مسؤ‌ول في وزارة الخارجية الإيرانية لم يعلن عن اسمه تصريحات للرئيس المصري حسني مبارك عن “السلاح النووي الإيراني”. وقال إن استخدام تعبير “السلاح النووي” في تصريحات الرئيس المصري “غامض وغير مفهوم”، معرباً عن أمله أن يكون هذا التعبير “غير مقصود”.