واشنطن: اكتشاف متفجرات إيرانية في العراق لا يعني تورّط طهراندخلت بغداد أمس مرحلة أمنية جديدة، بإعلان حكومة نوري المالكي إغلاق المنافذ الحدودية مع سوريا وإيران لمدة 72 ساعة، واتخاذ جملة من الإجراءات في مناطق العاصمة التي قسّمت الى 10 أجزاء، فيما كانت رئاسة هيئة الأركان في الجيش الأميركي تتراجع عن الاتهامات الأخيرة إلى طهران بالمسؤولية عن مد المقاتلين الشيعة بالأسلحة.
وقال قائد عمليات بغداد اللواء عبود قمبر، في بيان تلاه عبر التلفزيون العراقي، إن «منفذين حدوديين مع سوريا؛ هما الوليد وربيعة، وأربعة منافذ حدودية مع إيران؛ هي الشلامجة وزرباطيا وحاج عمران وبشماق، سيُعاد فتحها بعد 72 ساعة من تاريخ الإغلاق» الذي لم يحدده.
وأضاف قمبر إن مركزاً حدودياً خامساً مع إيران، هو مركز الشيب، «سيتم فتحه جزئياً بعد أسبوع، وبشكل كامل بعد ستين يوماً»، موضحاً أن كل المنافذ الحدودية الباقية «ستبقى مغلقة، حتى إشعار آخر».
وتمتد الحدود العراقية ـــ الإيرانية إلى مسافة 1450 كيلومتر، أما الحدود مع سوريا فتمتد إلى 600 كيلومتر.
وستمدّد الإجراءات حظر تجوال المركبات ليلاً في بغداد، لكن المطار «لن يتأثر» بالخطة الأمنية.
كما أعلن اللواء قمبر «باسم رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، تقسيم بغداد الى عشر مناطق أمنية»، مشيراً الى منح القوات الأمنية صلاحيات واسعة، بينها «استجواب وتفتيش وتوقيف الأشخاص عند الضرورة، وتطويق وتفتيش أي ممتلكات خاصة او عامة، وتطبيق الإجراءات الاحترازية على كل الطرود والرسائل البريدية والبرقيات وأجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وفرض القيود الضرورية على كل الأماكن العامة وعلى حركة الأفراد والمركبات، وإقامة نقاط سيطرة وتفتيش على جميع أرتال وزارتي الدفاع والداخلية، فضلاً عن القيام بعمليات تمشيط أمنية للطرقات».
من جهة ثانية، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي، بيتر بيس، في مؤتمر صحافي في جاكرتا، أن اكتشاف مواد متفجرة إيرانية الصنع في العراق «لا يمكن أن يُفسَر بأن الحكومة الإيرانية ذاتها قدمت هذه المواد، أو متورطة بصورة مباشرة في هذا العمل»، معتبراً أن «ما يشير إليه بالفعل (إيجاد المتفجرات) هو أن أشياء صُنعت في إيران تُستخدم في العراق لقتل جنود التحالف، وأن بعض الإيرانيين ألقي القبض عليهم في عملية التحالف لتعقب الشبكات».
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس أن القوات الأميركية «صادرت، خلال عملية مداهمة ضد متمردين عراقيين في بغداد أخيراً، بنادق نمساوية الصنع بيعت أساساً الى إيران».
ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة من وزارة الدفاع الأميركية قولها إن «نحو مئة بندقية، من طراز اتش اس 50، صودرت، وكانت جزءاً من 800 بندقية صدّرتها شركة إنتاج الأسلحة شتير مانليشر الى إيران العام الماضي».
وأوضحت الـ«ديلي تلغراف» أنه «بعد أقل من 45 يوماً من وصول شحنة الأسلحة، التي يبلغ سعر القطعة الواحدة منها 19500 دولار، الى إيران، قتل أحد المتمردين العراقيين ببندقية من هذا النوع جندياً أميركياً في آلية مدرعة».
وفي واشنطن، أظهر استطلاع للرأي أن 63 في المئة من الأميركيين يؤيدون انسحاب الجيش الأميركي من العراق بحلول أواخر عام 2008. وبحسب الاستطلاع، الذي نشرته صحيفة «يو اس اي توداي»، فإن 57 في المئة من الأميركيين يؤيدون أيضاً «تحديد سقف» لعدد الجنود المنتشرين في العراق.
ميدانياً، أُصيب جنديان بريطانيان بجروح، إثر تحطم طائرة نقل عسكرية بريطانية، أثناء هبوطها في مطار في محافظة ميسان جنوبي العراق أمس، من دون أن يصدر أي تفصيل إضافي عن القوات البريطانية.
وأعلن نائب قائد الدعم الجوي الأميركي في قيادة الاحتلال، جيمس سايمونز، أن معدل الطائرات الأميركية المتضررة شهرياً في العراق «هو 17 طائرة»، موضحاً أنه «منذ كانون الأوّل عام 2004، شهدنا نحو 100 هجوم على الطائرات في الشهر».
وتطرق سايمونز الى التكتيك الذي يستخدمه المقاومون بالقول «إننا نحارب عدوّاً ذكيّاً»، موضحاً أن «العدو يعلم بالترتيبات الاستراتيجية التي تترتب على سقوط طائرة من طائرات التحالف».
وأعلن الاحتلال الاميركي أمس مقتل أحد جنوده «في حادث قتالي» في محافظة الأنبار، بينما لقي 25 عراقياً مصرعهم وأُصيب 50 آخرون بجروح في هجمات في أنحاء متفرقة من البلاد.
(الأخبار، العراق للجميع،
أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)