strong>يبدو أن التنسيق السعودي الإيراني بات في مرحلة متقدمة، مع الزيارة الثانية لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى الرياض، وسط أجواء سعودية منفتحة على “التعاون” لوقف الصراع الطائفي في المنطقة
عاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أمس إلى السعودية، في زيارة هي الثانية خلال شهر، في إطار الاتصالات السعودية ـــ الإيرانية في شأن قضايا المنطقة، وعلى رأسها الأزمة اللبنانية، في وقت قال فيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي، إن الرياض وطهران ترغبان في التحرك لوقف الصراع الطائفي الآخذ في الخروج عن السيطرة، مشيراً إلى أن بلاده لا تعارض التعاون مع موسكو في تطوير برنامج نووي سلمي.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن لاريجاني وصل إلى السعودية أمس لإجراء محادثات يُتوقع أن تشمل برنامج الطاقة النووية الإيراني الذي يعارضه الغرب والسعودية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية عن “مصادر في السعودية” قولها إن “هدف الزيارة هو تبادل وجهات النظر في شأن القضية النووية الإيرانية والتغيرات الأخيرة التي شهدتها المنطقة”. وأضافت “سيناقش لاريجاني أيضاً، حسبما ذكرت مصادر صحافية سعودية، الدور المهمّ لإيران والسعودية في حل الأزمة اللبنانية إلى جانب التطورات الحالية في منطقة الشرق الأوسط”.
وزار لاريجاني الرياض الشهر الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين سعوديين شملت أيضاً الدور الإيراني في العراق.
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية السعودي، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن السعودية وإيران ترغبان في التحرك “لوقف الصراع المذهبي الآخذ في الخروج عن السيطرة”. وقال، مشيراً إلى زيارة لاريجاني للسعودية الشهر الماضي، “أعربوا (الإيرانيون) أخيراً عن قلقهم من تقسيم العالم الإسلامي بين شيعة وسنة ونحن قلقون بخصوص هذا الأمر ونتمنّى ألا يحدث”.
ولم يُشر الوزير السعودي إلى زيارة لاريجاني الحالية التي لم يعلن عنها. غير أنه أعرب عن تطلعه ليس للمناقشات والمباحثات فحسب، بل إلى اتفاقات وأفعال على أرض الواقع لتقرير ما يمكن أن تفعله الدولتان لمنع حدوث ذلك. وقال “نحن ننتظر أفعالاً من جانب إيران ونحن نقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف المسلمين”.
وعن الملف النووي الإيراني، قال الفيصل “إن الإيرانيين أكدوا لنا أنهم يفعلون ذلك لأسباب أمنية”. وأضاف إن «الإيرانيين قالوا لنا إن الأوروبيين قدموا إليهم اقتراحاً عن مسألة تخصيب اليورانيوم في دولة محايدة”.
وندّد الفيصل بحادث التفجير في لبنان أول من أمس. وقال إن “حادث التفجير في لبنان جاء قبيل يوم واحد من ذكرى اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري”. ودعا اللبنانيين إلى ضرورة “تغليب المصلحة الوطنية للحفاظ على أمن لبنان ووحدته”.
إلى ذلك، قال الفيصل “ليس هناك أي عوائق للتعاون بين السعودية وروسيا في المجالات شتى في ما يتعلق بالتسليح من جهة، والطاقة النووية من جهة أخرى”. ولدى سؤاله إن كانت السعودية وروسيا قد وقّعتا أي اتفاقات، أجاب الفيصل “في الجانب النووي، تم الاتصال بالمملكة أثناء الزيارة وبمجلس التعاون”. وأضاف “في الجانب التسليحي، كانت هناك مباحثات بين البلدين وتجري وفق ما تتطلبه المملكة من التسليح ووفق ما يتوافر لدى روسيا مما تحتاج إليه المملكة من هذه المعدات”.
وذكّر الفيصل بالقرار الصادر عن القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي باللجوء إلى الطاقة النووية، مؤكداً أن المسعى الخليجي يتماشى مع المعايير والشروط التي حددتها معاهدات حظر انتشار التسلح النووي. وأضاف “بطبيعة الحال، إن روسيا من الدول التي تمتلك هذه الصناعة والتعاون معها كالتعاون في أي مجالات أخرى، ليس أمامه أي عوائق”.
ودعا الفيصل العالم إلى رفع الحصار عن الفلسطينيين حتى “يشعروا بتحسن أوضاعهم، حتى لو على الجانب الإنساني. حان الوقت أن ينال الشعب الفلسطيني حقه من التطور والتقدم”.
(أ ب، يو بي آي، د ب أ)