strong>«آن لوسائل الإعلام أن تكفّ عن رسم افريقيا كئيبة»
رغم أن عنوان القمة الافريقية الفرنسية الـ24 التي بدأت في كان، أمس، يتمحور على “افريقيا وتوازن العالم”، الا أن كل التركيز انصب على موضوع ليس مدرجاً على جدول الأعمال، هو قضية إقليم دارفور المضطرب، حيث ناشدت كل من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي جاك شيراك “جميع الأطراف المتحاربة وحكومة السودان إنهاء الحرب وقبول قوة دولية لحفظ السلام هناك”.
وأشار الرئيس الفرنسي، في افتتاح القمة التي تنتهي أعمالها اليوم، الى أن المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي تعهدا “رفض حتمية هذه الكارثة الإنسانية التي تهدد المنطقة برمتها”.
وشدد شيراك على تمسك بلاده باتفاقاتها العسكرية مع إفريقيا. وقال إن باريس “ستتصرف في إطار التفويض المشروع الممنوح لها من قبل إفريقيا والأمم المتحدة”، مشيراً بذلك إلى المهمات العسكرية التي شاركت فيها فرنسا في الكونغو وساحل العاج وإفريقيا الوسطى.
وشجبت ميركل، التي تتولى بلادها حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، من جهتها «إرهاب النظام في زيمبابوي لخصومه السياسيين وتهديده للمزارعين وتدميره للأحياء الفقيرة بالإضافة إلى التضييق على الصحافة المستقلة في البلاد».
وطالبت ميركل بأن يتخطى التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي والدول الافريقية في مجال حماية البيئة والهجرة ومكافحة الفقر والأوبئة والإرهاب، الشكل الحالي للمساعدات التنموية التي يقدمها الاتحاد للدول الافريقية، والتي تبلغ حالياً 17 مليار يورو سنوياً. ومن المنتظر أن تصل حتى عام 2010 إلى 25 مليار يورو.
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الإفريقي، الرئيس الغاني جون كفور، إن «الوقت حان لتكفّ» وسائل الإعلام الأجنبية “عن رسم قارتنا بفرشاة واحدة كمكان للشؤم والكآبة فقط، لأن هناك نزاعات في بعض الأماكن”، مشيراً الى نمو الاقتصاد الافريقي بمعدل 6 في المئة. وأضاف “بالمقارنة مع عقود خلت، معظم زعماء الدول الافريقية تم انتخابهم ديموقراطياً”، مشيراً إلى أن افريقيا تريد على الأقل مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي.
وقال كفور إن على “غينيا أن تنهي بسلام وبسرعة أزماتها السياسية”، واصفاً الوضع هناك بأنه “مشؤوم”.
ويشارك في القمة هذا العام نحو 30 زعيماً افريقياً، وممثلون عن 48 دولة من بين دول قارة افريقيا البالغ عددها 53 دولة، في حين يتغيب عنها كل من الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ورئيس شاطئ العاج لوران غباغبو ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي، الممنوع من السفر الى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2002 بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان، والذي رفض طلب فرنسا إرسال ممثل عنه.
وكان وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي قد قال للقناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي إن “الهند والصين والبرازيل وإيران والولايات المتحدة... كلها مهتمة جداً بإفريقيا” وإن “المنافسة ضارية”.
(د ب أ، ا ب، ا ف ب، رويترز)