بدأ وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف، أول من أمس، زيارة إلى الإمارات، تأتي في إطار سعي موسكو لتقوية قواعدها الاقتصاديّة والسياسيّة، وربّما العسكريّة، في منطقة الخليج؛ فبعد قيام سيد الكرملين، فلاديمير بوتين، خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، بافتتاح صفحة علاقات بيضاء جديدة، تركّزت على حلفاء واشنطن، يبدو أنّ الطموح الروسي مفتوح الآفاق، ولم تحدّه بعد أيّة مساومة شرقيّة ــ غربيّة. وأجرى لافروف مع وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، في أبو ظبي أمس، محادثات شملت العلاقات الثنائية والأوضاع في الشرق الأوسط والملفّ النووي الإيراني، إضافةً إلى نقاش أوّلي حول كيفيّة نقل الطاقة النوويّة إلى الخليج العربي.
وأطلع عبد الله نظيره الروسي على “الزيارة التي سيقوم بها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية إلى فيينا، لبحث آفاق التعاون بين دول الخليج والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وبشأن هذه المسألة، التي بدأت تحتلّ أولويّة في جداول أعمال الدول العربيّة الخليجيّة، قال لافروف “نحن نحترم سعي دول الخليج للحصول على مصادر الطاقة النووية، ونثق بأنّ هذه الدول ستتصرّف تحت إشراف وكالة الطاقة الذرية، وفقاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية”، مذكّراً باقتراح بوتين إنشاء مراكز دولية لتخصيب اليورانيوم تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعزا الدبلوماسي الروسي تحرّك بلاده في الشرق الأوسط إلى “موقف موسكو ومساندتها لقضايا المنطقة التي لا بد من إيجاد حلّ عادل وسلمي لها، وبما يضمن حقوق شعوبها”.
وأوضـــــــح لافروف أنّه “تمّــــــت مناقشة الوضع في لبــــــنان والعراق وفلسطين، واتّفقنا على ضرورة حلّ القضايا عن طريق الحوار».
وفي سياق مختلف، ألمح رئيس هيئة أركان الجيش الروسي الجنرال يوري بالويفسكي أمس إلى أنّ بلاده قد تنسحب “أحادياً” من المعاهدة الموقّعة بين موسكو وواشنطن، المتعلّقة بإزالة الصواريخ المتوسّطة والقصيرة المدى. وقد وقّعت هذه المعاهدة في الزمن السوفياتي وهي معروفة باسم “INF»، وتتميّز بطابعها الزمني غير المحدّد.
وقال بالويفســـــــكي إنّه “لسوء الحظ، خسرت روسيــــــــا، عبر الالتزام بالمعاهدة، العديـــــــــــد من أنظمتها الصاروخية الفريدة”، مشدّداً على أنّه “من الصعب جدّاً تبرير ما يقوم به الأميركيّون حاليّاً، من بناء حلقة دفاع صاروخية ثالثة في أوروبا”.
(يو بي آي، أ ف ب، الأخبار، أ ب)