القاهره ــ عبد الحفيظ سعد
عاد اسم القيادي السابق في الجماعة الإسلامية في مصر محمد خليل الحكايمة الى الأضواء من جديد، بعدما سربت صحف في القاهرة أنه يعيش الآن تحت رعاية السلطات في إيران، وأن لديه خططاً واتفاقات مع أجهزة الأمن في طهران، بعدما انضم حديثاً الى تنظيم القاعدة.
ونسبت صحيفة “المصري اليوم” إلى من سمّتها «مصادر إسلامية بالقاهرة» قولها إن لديها معلومات موثقة بأن “أجهزة الأمن الإيرانية أبرمت اتفاقاً مع الحكايمة، تتعهد فيه بحمايته وإيوائه في مقابل إدارته إذاعة موجهة من طهران لتكون بوقاً لعناصر من القاعدة وعدد من المطلوبين من عناصر الجماعة الإسلامية لدى الدول العربية”.
واللافت أن الصحيفة نسبت الى المصادر نفسها معلومات أخرى تقول إن “إيران تقوم باستخدام أعضاء من تنظيم القاعدة، الذين ألقت القبض عليهم داخل أراضيها، وعلى رأسهم الحكايمة، ونجل زعيم القاعدة أسامة بن لادن، سعد، والمتحدث السابق باسم المنظمة سليمان أبو الغيث، والرجل الثالث فيها سيف العدل، كورقة ضغط ومساومة مع الدول العربية، ولإغراء المخابرات الأميركية والأوروبية بأن لديها مطلوبين من دون أن تعترف بذلك”.
ويعتبر المراقبون أن معلومات من هذا النوع تأتي في إطار تصعيد التوتر بين القاهرة وطهران لأنها تستخدم الحكايمة، وهو مطلوب أمنياً في مصر بعد ظهوره قبل فترة قصيرة في شريط على قناة «الجزيرة» يعلن فيه إدانته لإعلان وقف العنف من قبل الجماعة الإسلامية في مصر، التي انشقّ عنها ومعه محمد الاسلامبولي، شقيق خالد الاسلامبولي الذي نفذ عملية اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات.
ويعتقد أن وراء التسريبات عن الحكايمة وعلاقته بإيران مصادر من الجماعة الإسلامية التي عادت إلى الأضواء وسمح لها بالظهور الإعلامي، للرد على ما قاله في شريط «الجزيرة». حتى ان أجهزة الأمن سمحت للجماعة بإنشاء موقع على شبكة الانترنت، وهو ما لم تكن تسمح به الحكومة المصرية من قبل.
ويلاحظ المراقبون أن علاقة الحكايمة بإيران تلعب هذه المرة على الوتر الطائفي في المنطقة. فقد أفادت المصادر، في تسريباتها، بأن «إذاعة الحكايمة سيمتد بثها إلى جميع دول الخليج بهدف استخدام الخطاب الأصولي السني الذي يتبناه تنظيم القاعدة في مهاجمة الشيعة، لتأليب وتأجيج الصراع السني الشيعي، الذي تعمل على إثارته إيران في المنطقة، وهو ما اتضح جلياً في العراق”، مشيرة إلى أن “توجهات إيران الشيعية في المنطقة تجعلها تستخدم كل الأوراق اللازمة، حتى لو كان ممن تكنّ لهم عداءً كتنظيم القاعدة”.