يخشى زعماء الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة من أن يؤدي الصراع المذهبي بين السنة والشيعة في العراق الى وضع الوحدة بين المهاجرين المسلمين في الولايات المتحدة على المحك.وهناك ما يقدّر بين ستة ملايين وسبعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة، بينهم نحو 2.5 مليون مهاجر، وغالبيتهم سنة يعيشون بسلام إلى جانب جيرانهم الشيعة في مدن تمتد من كاليفورنيا إلى نيويورك منذ عشرات السنينلكنّ توترات مذهبية تفجرّت على ما يبدو في ديترويت في كانون الثاني الماضي، عندما هاجم أشخاص مسجدين للشيعة ومتاجر عديدة بعد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ويقول محللون إن هناك أيضاً علامات على تزايد النعرة المذهبية بين الطلاب المسلمين في الجامعات الاميركية، حيث أنشأ بعض السنة والشيعة في الأشهر الأخيرة، أو يفكرون في إنشاء اتحادات طالبية منفصلة.
ويقول معلقون إن هناك أيضاً تقارير عن تزايد حدة التوتر بين السجناء الشيعة والسنة في بعض السجون الأميركية. وقال محمد نمر، وهو باحث في مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، “إنه أمر يدعو إلى القلق لأن، المشكلات والتوترات بين السنة والشيعة في العالم القديم تلاحقهم على ما يبدو إلى الولايات المتحدة. إذا ظلت هذه التوترات مدفونة، فإنها قد تنفجر في بعض المجتمعات”.
والعلاقات بين أبناء الطائفتين قوية بشكل تقليدي في الولايات المتحدة، حيث يصلون ويعيشون معاً منذ عشرات السنين في جيوب حضرية تمتد من لوس انجليس الى ديترويت ونيويورك.
وقال لياقات طاقم، وهو أستاذ للدراسات الاسلامية في جامعة دنفر، إن “مدناً كثيرة ليس فيها سوى مسجد واحد يرتاده المسلمون من الطائفتين”. أضاف إن الخلافات بدأت تظهر مع تزايد الهجرة إلى الولايات المتحدة من أنحاء العالم الاسلامي شتى في الثمانينيّات، والتي صاحبها تزايد التوتّرات المذهبية في الشرق الأوسط في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979. وتابع “والآن، ومع ما يحدث في العراق، ومع العولمة، يتم تصدير كل هذه الخلافات إلى أميركا”.
وقال محمد علي، وهو رجل دين شيعي يشارك في حوار متواصل مع السنة المحليين في منطقة ديترويت، “نريد أن يساعد كلانا الآخر على تحسين الاتصال والتأكد من أن السياسة والجهل أيضاً لن تصلا إلى مجتمعاتنا وتقسمها باسم الشيعة والسنة. لم يكن لدينا قطّ هذه المشكلة في الولايات المتحدة ونحن قلقون”.
ورأى فيكتور غالب بيج، من مجلس المنظمات الإسلامية في ميشيغان، أن الهجمات التي وقعت في ديترويت في الآونة الأخيرة “قد يكون نفذها مهاجرون من العراق، على الرغم من أنهم لا يمثلون مشاعر أوسع”. ويتردد هذا الرأي على نطاق واسع بين المسلمين الأميركيين في كل من ديترويت وأبعد منها، ويشددون على استمرار العلاقات الطيبة بين الطائفتين. لكن البعض يشير الى أن الحفاظ على هذه العلاقة في الأشهر والسنوات المقبلة يعتمد أيضاً على التوصل إلى سلام في العراق.
(رويترز)