strong>واجهت الخطة الأمنية في بغداد تحديات صعبة في نهاية أسبوع عراقي دام،سواء من حيث حصيلة القتلى في تفجيرات في قلب العاصمة العراقية،أو من حيث عدد القتلى في صفوف الاحتلال الأميركي
لم تكد تمر ساعات قليلة على إصدار كل من الحكومة العراقية والاحتلال الأميركي بيانين منفصلين يعلنان فيه تحسن الوضع الأمني في بغداد، بعد خمسة أيام من بدء خطة «فرض القانون»، حتى هز انفجاران ضخمان العاصمة العراقية، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات العراقيين.
فقد قُتل أكثر من 60 عراقياً، وأصيب 151 آخرون بجروح، غالبيتهم في حال الخطر، أمس في انفجار سيارتين مفخختين في منطقة بغداد الجديدة، ذات الغالبية الشيعية.
ولقي 13 عراقياً مصرعهم أمس في هجمات متفرقة. كما قُتل 19 عراقياً أول من أمس في هجمات في كركوك والحلة وكربلاء.
في المقابل، أعلن الاحتلال الأميركي مقتل 3 من جنوده في هجمات منفصلة في بغداد والأنبار، يومي الجمعة والسبت.
في هذا الوقت، أعلن متحدث باسم الاحتلال أن القوات الأميركية والعراقية «نفذت نحو 20 ألف دورية أمنية»، منذ بدء الخطة الأمنية في بغداد، مشيراً إلى أن عدد الهجمات «انخفض في جميع أنحاء العراق» منذ الأربعاء الماضي.
بدوره، أعلن المتحدث العراقي باسم الخطة الأمنية في بغداد، العميد قاسم عطا، أن «العمليات الإرهابية في بغداد انخفضت بشكل كبير، ووصلت نسبة الانخفاض إلى 80 في المئة منذ انطلاق» الخطة.
وقال مصدر أمني عراقي أمس إن العراق بدأ إعادة فتح حدوده مع سوريا وإيران، بعد إغلاقها لمدة ثلاثة أيام، في اطار الخطة نفسها.
وفي لندن، كشفت صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية أن قوات الشرطة العراقية «سلبت أموالاً ومجوهرات من منازل أكاديميين عراقيين» في اليوم الأول من بدء العمليات الأمنية في العاصمة.
وفي طهران، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أمس أن يكون الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في إيران.
ورأى حسيني، في مؤتمر صحافي، أن هذه «المزاعم جزء من الحرب النفسية التي تمارسها أميركا ضد إيران» في العراق، مشيراً إلى «أنهم (الأميركيين) قالوا في البداية إن مقتدى الصدر قد هرب من العراق، ومن ثم أعلنوا أنه كان يريد الذهاب إلى إيران، لكن طهران لم تمنحه تأشيرة دخول، وبعد ذلك زعموا أنه موجود في إيران».
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو إنه «على مقتدى الصدر أن يقرر إن كان يريد أن يسلك طريق السلام والمصالحة، ويصبح قطباً سياسياً، أو يريد أن يكون في عداد الفصائل العنيفة خارج الحكومة؟»، مضيفاً أنه «في هذه الحالة ستطارده الحكومة العراقية، بمساعدة الولايات المتحدة».
ورأى سنو أنه «في الوقت الراهن، الشخصية السياسية الأبرز في العراق ليست مقتدى الصدر، بل (رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي»، موضحاً أن مصير الصدر «لم يُبحث خلال اللقاء الأخير بين الرئيس جورج بوش والمالكي».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن تقرير للاستخبارات الأميركية، أن «الهجمات على طائرات التحالف قد تزداد، إذا ازدادت مهام المروحيات»، كاشفة أن المسلحين «يخططون هجماتهم، بدراسة أنماط الطلعات الجوية قرب القواعد الأميركية، وعلى طول طرق الإمدادات».
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أنه يشعر «بأسف كبير لعدد الضحايا الذين سقطوا في العراق، لكن القوات البريطانية والأميركية غير مسؤولة عن مقتلهم».
ورفض بلير التعليق على معلومات صحافية تفيد بأن بريطانيا تستعد لخفض عديد قواتها في العراق إلى النصف بحلول شهر أيار المقبل، مشيراً إلى أن لندن ستعمد إلى «خفض عديد القوات تدريجاً، إلى أن يتمكن العراقيون من ضمان الأمن في مدينة البصرة». وتابع: «علينا التحقق من أننا سننشر قوات دعم واحتياط كافية، لمساعدة العراقيين، في حال بروز مشاكل أمنية محددة».
وكانت صحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» قد كشفت أمس أن بلير «سيُدلي ببيان، أمام البرلمان في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة، يعلن فيه عن تقليص عدد القوات البريطانية إلى مستوى النصف تقريباً في العراق، من معدلها الحالي الذي يبلغ نحو 7200 جندي إلى 4000 جندي»، مشيرة إلى «تسليم محافظة البصرة إلى قوات الجيش والشرطة العراقية في غضون أشهر، وتجميع القوات البريطانية، التي ستبقى في العراق، في قاعدة عسكرية دائمة في مطار البصرة الدولي».
وفي السياق، دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، خلال زيارة مفاجئة إلى بغداد السبت، إلى «التحرك بشكل أسرع نحو المصالحة الوطنية»، مضيفة أنه «ينبغي لنا أن نتأكد من ألا يُركّز على الخطة الأمنية فقط، فالشق السياسي يجب أن يسير كذلك إلى الأمام». ورأت رايس التي التقت الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي، أن خطة «فرض القانون» في بغداد «ستشهد أياماً سيئة يرتفع فيها العنف، بدلاً من أن ينخفض، لكن الاختبار الحقيقي سيكون استمرارها بشكل مطرد».
وكشفت رايس عن اتصالات بين واشنطن وطهران «عبر مسؤولين عراقيين، وقنوات أخرى» من أجل تحقيق الاستقرار في العراق، من دون أن تقدم تفاصيل في هذا المجال.
إلى ذلك، اتهم قائد الجيش التركي ياسر بويوكانيت الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق بـ«دعم حزب العمال الكردستاني الانفصالي، وتزويده المتفجرات».
وأعرب بويوكانيت، من واشنطن حيث التقى بمسؤولين أميركيين، عن اعتراضه على أية خطوات قد تتخذها أنقرة لإجراء حوار مع الحزبين.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب،
يو بي آي، رويترز)