رام الله ــ “الأخبار”
«يديعوت»: القاهرة تتهم الاستخبارات الإيرانية بتمويل المتسللين لضرب السياحة

فيما لا تزال قوات الأمن المصرية تلاحق فلسطينيين تقول إنهم يخططون لتنفيذ عمليات انتحارية في سيناء، ذكرت مصارد فلسطينية موثوقة لـ “الأخبار” أن الخلية المعتقلة تابعة لـ “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، وهي تتكون من أربعة استشهاديين، غادروا قطاع غزة عبر أحد الأنفاق ووصلوا إلى سيناء في طريقهم إلى مدينة ايلات.
وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن الاعتقال جاء صدفة عندما عثر أحد رجال الأمن المصري على الاستشهادي الأول وسأله عن بطاقته فتعثر الاستشهادي، الأمر الذي أدى لاحتجازه وبدأت القضية تنكشف. واعتقل ثلاثة من النشطاء بينما يجري البحث عن الرابع.
وأضافت المصادر أن نشطاء “الجهاد” كانوا في طريقهم إلى إسرائيل ولم يكونوا يخططون للهجوم على إسرائيليين في سيناء، مشيرةً إلى أن الحركة تحتفظ بعلاقات جيدة مع مصر ولا تريد أن “تخربها” بعملية استشهادية تستهدف الإسرائيليين في الأراضي المصرية.
ورفض قيادي بارز في “سرايا القدس” التعليق على هذه الأنباء. وقال، في اتصال مع “الأخبار”: “لست مخولاً الحديث في هذا الموضوع بالذات، ولا نريد الحديث في تفاصيل”.
وعلمت “الأخبار” أيضاً أن مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الخارجية المصرية أجرى اتصالاً مع قيادي كبير في الجهاد الإسلامي في سوريا، وعبّر له عن رفض مصر استخدام أراضيها في تنفيذ عمليات ضد إسرائيل أو سياح اسرائيليين.
في هذا الوقت، أعلنت قوات الامن المصرية أمس عن اكتشاف طن من المتفجرات كانت في طريقها إلى الاراضي الفلسطينية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وقال مصدر أمني مصري، إنه عثر على طن من مادة “تي إن تي” في الطريق إلى غزة في مخبأ قرب نقطة عبور كرم ابو سالم (كيريم شالوم) على الحدود بين اسرائيل ومصر وقطاع غزة. وأضاف أن قوات الأمن كانت تفتش في المنطقة، اثر اعتقال الفلسطينيين الثلاثة الاربعاء الماضي.
وأعلنت مصادر امنية مصرية أمس، أن اجهزة الامن المصرية تمكنت من ضبط فلسطينيين اثنين اثناء محاولتهما عبور نفق الشهيد احمد حمدي في طريقهما الى جنوب سيناء. وقال احد المصادر، طالباً عدم نشر اسمه، إن “الفلسطينيين كانا مطلوبين لدى السلطات المصرية بعد نجاحهما في التسلل الى الاراضي المصرية عبر احد الأنفاق التي تربط بين مصر وغزة”. وأضاف أن الاثنين على صلة بالمعتقلين الثلاثة.
ورفض المصدر الإفصاح عما اذا كان الفلسطينيان، اللذان تم ضبطهما، كانا مفخخين، إلا أنه قال “انهما كانا مطلوبين امنياً”. وأضاف أن السلطات لا زالت تلاحق فلسطينياً اخر مطلوباً للتحقيق في اطار المخطط نفسه.
وقال مسؤول، طلب عدم نشر اسمه، إن “الشرطة المصرية تنفّذ حالياً عمليات تمشيط واسعة كإجراء وقائي لاحتمال تمكن عدد من الفلسطينيين من الدخول إلى الأراضي المصرية”. وأضاف أن الشرطة قبضت على عشرات الفلسطينيين والمصريين، بينهم بدو من سيناء، لاستجوابهم بشأن المخطط.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر استخبارية مصرية رفيعة المستوى قولها إن اثنين من المعتقلين كانا يعدّان لتنفيذ ثلاث عمليات “إرهابية” متزامنة في ثلاثة مواقع استجمام في شبه الجزيرة المصرية. وأضافت المصادر أن المعتقلين، وهما مصري وفلسطيني، اعترفا خلال التحقيق معهما بأنهما جنّدا فلسطينيين لتنفيذ العمليات التي خططا لها.
وبحسب الصحيفة، فإن خبراء إسرائيليين يعتقدون أن الانتحاريين الثلاثة، الذين كان يفترض أن ينفذوا العمليات، أرسلوا إلى سيناء للانتظار هناك مع العبوات الناسفة حتى إجازة عيد الفصح اليهودي بعد نحو شهر.
وذكرت “يديعوت” أن الأجهزة الأمنية المصرية تقدّر أن تمويل العمليات جاء من الاستخبارات الايرانية بهدف قتل اسرائيليين وتوجيه ضربة قاسية أخرى لفرع السياحة المصري، وهو من مصادر الدخل المهمة للدولة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات الأمنية الإسرائيلية تطّلع على مسار التحقيق الذي تجريه الاستخبارات المصرية مع المعتقلين. ودعت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية الإسرائيليين إلى عدم زيارة سيناء، والذين فيها إلى الخروج فوراً من هناك.