strong>رام الله ــ سامي سعيد
يومان من الدمار والتخريب أنهاهما أمس جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس في الضفة الغربية من دون تحقيق أي نتائج حقيقية؛ فالعملية، التي هدفت إلى اعتقال أو اغتيال ثمانية مقاومين مطلوبين من “كتائب شهداء الأقصى” التابعة لحركة “فتح”، لم تحقق أهدافها.
وأعادت قوات الاحتلال أمس انتشارها في نابلس، بعد يومين من عملية “الشتاء الحار”، التي أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة ابنه واعتقال خمسين مواطناً.
وأعلن مسؤول عسكري إسرائيلي أن العملية العسكرية في المدينة لم تنته، حيث لم يتم اعتقال أي من الذين أعلنت عنهم قوات الاحتلال، في حين يترقّب الفلسطينيون بحذر عودة جنود الاحتلال من جديد، ولا سيما في ظل وجود بعض النقاط العسكرية السرية التي لم يتم إخلاؤها بعد.
وبدأت الطواقم الطبية والفرق المختلفة للبلدية بالوصول إلى الأماكن التي شهدت العمليات العسكرية، من أجل تفقد أحوال الأهالي وإصلاح الأضرار التي خلفها العدوان.
وفتحت المحال أبوابها تدريجاً، فتهافت العديد من السكان الى المتاجر لشراء المواد الغذائية، خوفاً من عودة الجنود الإسرائيليين، فيما عاد التلامذة والطلاب الى المدارس والجامعات.
ويشعر المارّ في قلب البلدة القديمة أن زلزالاً مرّ من هنا، فالدمار والتخريب أتى على كل شيء في البلدة، وبدت آثار جرافات الاحتلال واضحة في شارع حطين، الذي كان مجمّعاً لتحركات آليات الاحتلال إلى قلب حي القصبة والخان التجاري، فيما بقيت المكعّبات الإسمنتية التي وضعها جنود الاحتلال في شارع فيصل، قبالة مبنى التربية والتعليم في المدينة التي شطرها الاحتلال شطرين شرقياً وغربياً.
وقال شهود عيان، لـ“الأخبار”، إن جنود الاحتلال فجّروا مداخل محال تجارية اعتقاداً منهم بأن المطلوبين مختبئون فيها، مشيرين إلى أنهم تعاملوا بوحشية كبيرة مع سكان المدينة.
بدوره، نفى مسؤول أمني فلسطيني ما ادّعته قوات الاحتلال عن عثورها على مصنع للمتفجرات ومواد كيميائية في نابلس. وشدد على أن هذا ادّعاء من قبل قوات الاحتلال لتبرير عدوانها على المدينة، وأن اجتياحها قد حقق أهدافه.
من جهتها، أعلنت “سرايا القدس” و“كتائب الأقصى” و“كتائب أبو علي مصطفى”، في بيان مشترك، أمس فشل العملية العسكرية الإسرائيلية في نابلس، مؤكدة أن “أجهزة المخابرات الإسرائيلية فشلت في النيل من المقاومين، الذين أجبروا الاحتلال على الانسحاب، رافعاً راية الهزيمة والخيبة”.
ودعت الفصائل الثلاث أهالي نابلس إلى أخذ الحيطة والحذر من عملية الانتشار العسكرية حول المدينة، حيث يحاول الإسرائيليون اصطياد المقاومين.
في هذا السياق، أعلنت مصادر إسرائيلية أمس اعتقال 9 فلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الاعتقالات تمت في مدن: بيت لحم، رام الله والخليل، وأنها شملت نشطاء في حركتي “الجهاد الإسلامي” و“حماس”.
وأعلن فصيلان فلسطينيان، في بيانين منفصلين، عن قصف ثلاث بلدات إسرائيلية جنوب إسرائيل بتسعة صواريخ محلية الصنع.
وقالت “سرايا القدس” إنها مسؤولة عن “قصف الأماكن الاستراتيجية الإسرائيلية في مدينة مجدل المحتلة، بصاروخين من طراز قدس متوسط المدى”.
وأعلنت “كتائب الأقصى” عن قيام مجموعاتها بإطلاق 4 صواريخ من طراز “ياسر” باتجاه بلدة سديروت والنقب الغربى، و3 صواريخ أخرى تجاه المجدل.