strong>تركيا تباشر فرض عقوبات اقتصاديّة... و«الكردستاني» يطالبها بـ«سلام متكامل»
على وقع الأزمة المتفاقمة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، ينعقد مؤتمر دول الجوار العراقي اليوم في اسطنبول، التي وصلها أمس وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، الذي يتوقع أن يتقدم بمبادرة نابعة من تفويض عراقي ظهر من كلام رئيس الوزراء نوري المالكي بعد لقائما في بغداد أوّل من أمس.
في هذا الوقت، أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أنّه ينتظر موعد الخامس من الشهر الجاري «بفارغ الصبر» ليبحث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أفضل سبل التعاون بين البلدين للتنسيق ضدّ حزب العمّال الكردستاني. وأضاف أنّه يعقد أهمّية كبيرة على اللقاء المنتظَر «لنرى كيف يمكننا العمل معاً لنمنع هؤلاء الذين يأتون من خلف الجبال الوعرة لضرب الجنود الأتراك»، مشيراً إلى أن الاجتماع سيكون «عميقاً وأساسياً لأنّه يجري بين حلفاء حقيقيّين».
وفي السياق، تضاربت الأنباء عن بدء تطبيق السلطات التركيّة لقرار فرض العقوبات الاقتصاديّة على إقليم كردستان العراق، الذي تتّهمه أنقرة بدعم «العمّال الكردستاني».
وقال رئيس الإقليم مسعود البرزاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع البريطاني ديز بروان في اربيل أمس، إنّ تركيا أغلقت مجالها الجوّي أمام الرحلات المدنية المتوجّهة إلى كردستان العراق. وأضاف «للأسف، منذ أيّام أغلقت تركيا أجواءها أمام كردستان العراق»، مجدّداً إعلان عزمه على تصنيف «حزب العمّال الكردستاني» تنظيماً إرهابياً إذا رفض أي مبادرة لحلّ الإشكالات مع تركيا.
وعن الاتهامات التي وجّهها له أردوغان بأنه يدعم المتمردين، قال البرزاني «هذه تصريحات ليست بمستوى الردّ عليها».
بدوره، قال مدير مطار أربيل الدولي، طاهر هورامي، «كانت لدينا ثلاث رحلات في الأسبوع من مطار أربيل إلى تركيا ألغتها السلطات التركية الأسبوع الماضي». وأضاف أنّ السلطات التركية «أغلقت مجالها الجوّي أمام الطائرات الآتية من أوروبا إلى اقليم كردستان منذ أسبوع أيضاً».
لكنّ أردوغان نفى هذه المعلومات، التي أكّدتها قناة «إن تي في» التركيّة. ونقلت وكالة الأناضول عن أردوغان قوله «لم يُتَّخذ قرار البدء بتطبيق هذه العقوبات بعد»، في إشارة إلى القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء أوّل من أمس بفرض مجموعة من العقوبات الاقتصادية التي لم يحدّدها على الإقليم الكردي. وأضاف أردوغان «أنا أسمع منكم بإغلاق المجال الجوّي، لم يُتَّخَذ مثل هذا القرار». وسُئِل عمّا إذا كان قد وافق شخصيّاً على تطبيق عقوبات، فأجاب «ليس في الوقت الراهن».
غير أنّ تصريحات وزير الخارجية علي باباجان ألمحت إلى ما أشارت إليه المحطّة التركيّة والتصريحات الكرديّة عن إقفال الأجواء التركيّة أمام الرحلات الجويّة إلى الإقليم. وأوضح باباجان أنّ الخطوة هدفها «الضغط على الحكومة الكرديّة لكي توقف دعمها للإرهابيّين».
وفي السياق، أشار باباجان إلى أنّ أيّ عمليّة عسكريّة تركية تتخطّى الحدود العراقيّة «لا ينبغي اعتبارها اجتياحاً»، لأنّها لن تستهدف سوى «العمّال الكردستاني بما أنّ أنقرة تدرك أنّ لدى العراق ما يكفيه من المشاكل».
في المقابل، دعا مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمّال الكردستاني، عبد الرحمن الجادرجي، أنقرة إلى «تقديم مشروع متكامل للسلام لأنّ تركيا لن تستطيع القضاء» على حزبه من خلال هجوم عسكري. وقال إنه «سبق لتركيا أن قامت بـ 24 عملية اجتياح كبيرة من دون أن تحقّق أية نتائج، وفي هذه المرّة، إن لم يساعدها أحد فإنّها لن تستطيع القضاء علينا».
وتمنّى الجادرجي على تركيا أن «تكون جريئة وأن تتقدّم بمشروع سلام متكامل لهذه المشكلة من خلال وقف إطلاق النار وإعطاء الأكراد الأتراك حقوقهم القومية والثقافية واللغوية وحرية الرأي والتعبير في الشؤون السياسية وإطلاق رئيسنا عبد الله أوجلان المعتقل في ظروف سيئة».
وفيما كان مساعد قائد القوّات الأميركيّة في العراق الجنرال ريموند أوديرنو يعرب عن أمله في حلّ الأزمة التركيّة ـــــ التركيّة سلميّاً، كان جيشه يعلن عن مقتل 3 من جنوده في بغداد والموصل، في وقت سقط فيه أكثر من نحو 20 مدنيّاً وشرطياً عراقيّاً في هجمات متفرقة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)