strong>مع تصاعد لهجة الحرب بين طهران وواشنطن،تتوسّع دائرة الجدل في الولايات المتحدة حول جدوى «تدخل عسكري أحادي ضد إيران»، فيما يبدو أن القوى الغربية لم تحسم خيارها بعد بشأن قرار عقوبات ثالث ضد الجمهورية الإسلامية بسبب معارضة كل من الصين وروسيا
ربطت القوى العالمية الست المعنية بالملف النووي الإيراني، خلال مشاوراتها أمس في لندن، مسألة استصدار مشروع قرار عقوبات ثالث ضد إيران بما يمكن أن تظهره تقارير في وقت لاحق هذا الشهر عن مدى تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن مديري الشؤون السياسية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين، سيجتمعون مرة أخرى في 19 تشرين الثاني لتقويم تقارير من وكالة الطاقة والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
وأوضح المتحدث: «اتفق المدراء السياسيون على الانتهاء من نص مشروع قرار عقوبات ثالث في مجلس الأمن بنية طرحه للتصويت، إلا إذا أظهرت تقارير تشرين الثاني، التي سيقدمها الدكتور سولانا و(المدير العام لوكالة الطاقة) الدكتور (محمد) البرادعي، نتائج إيجابية لجهودهما».
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد تحدثت للصحافيين أمس، عن أن هناك بعض الخلافات «التكتيكية» بين الولايات المتحدة وكل من روسيا والصين في شأن توقيت و«عمق أو مدى» قرار العقوبات الجديد لمجلس الأمن.
وقبل مشاركته في اجتماع لندن، أعرب وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز عن أمله «أن تنضم روسيا والصين إلى نهج جاد وإلى توجه أساسي بضرورة إحراز تقدم (بشأن قرار العقوبات)».
في هذا الوقت، وجَّه 30 سيناتوراً أميركياً أول من أمس رسالة إلى الرئيس جورج بوش للتأكيد على أنه لا يملك الموافقة البرلمانية لشن حرب على إيران.
وحثَّ أعضاء مجلس الشيوخ، 29 ديموقراطياً ومستقل واحد بينهم المرشحة للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون ومنافسها جوزف بيدن، بوش على حل للنزاع بالطرق الدبلوماسية.
وجاء في الرسالة: «نريد أن نشير إلى عدم وجود أية موافقة برلمانية على تدخل عسكري أحادي الجانب ضد إيران». ونددت الرسالة بـ«التصريحات والأعمال التحريضية» التي تصدر عن الإدارة الأميركية تجاه إيران، في إشارة إلى تحذير بوش من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة.
وفي السياق، أعلن المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما أمس أنه إذا أصبح رئيساً، فسيتفاوض مع إيران وسوريا «بلا شروط مسبقة»، و«سيعرض حوافز اقتصادية وسيوفر الفرصة من أجل علاقات سلمية (مع طهران) إذا امتنع القادة الإيرانيون عن مواصلة البرنامج النووي ودعم الإرهابيين». وأضاف أن «تغيير سلوك إيران» سيقابل «بقبول عضويتها في منظمة التجارة العالمية، وربما بمنافع اقتصادية أخرى، وضمانات أمنية».
واتهم ولي عهد البحرين، سلمان بن حمد آل خليفة، إيران بالسعي إلى حيازة سلاح نووي، ليصبح بذلك أول مسؤول خليجي يطلق مثل هذه الاتهامات ضد الجمهورية الإسلامية.
وفي مقابلة مع صحيفتي «تايمز» و«ديلي تليغراف»، قال ولي العهد: «إنهم (الإيرانيين) لا يملكون قنبلة. هم بصدد تطوير واحدة، أو بصدد تطوير قدرات حيازتها».
إلى ذلك، أعلنت البحرية الأميركية أنها بدأت أول من أمس بسلسلة تمارين عسكرية في الخليج بهدف رفع قدرتها على الرد في حال حدوث أزمة.
وذكر بيان للأسطول الخامس الأميركي، الذي يتخذ من البحرين مقراً له، أن قوات من أسلحة البر والبحر والجو، إضافة إلى فرق طبية، تشارك في هذه التمارين «بهدف رفع قدرتها، وخاصة على المساعدة في حال حدوث أزمة إنسانية أو كارثة».
وكانت وزارة الدفاع البريطانية قد إشارت إلى أن حاملة الطائرات «إيلّستيرياس» التابعة للبحرية الملكية البريطانية، ستتوجه إلى مياه الخليج بالقرب من إيران، الربيع المقبل.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب، مهر)