غزة ــ رائد لافي
4 شهـــداء والمقاومـــة تـردّ بقصــف يقطـــع الكهـــرباء عن سديـــروت


شنّ رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية أمس هجوماً عنيفاً على السلطة الفلسطينية وحكومة تسيير الأعمال في رام الله، واتهمهما بمحاولة «اجتثاث حركة حماس من الضفة الغربية»، نافياً وجود أي انشقاقات في الحركة، في إشارة إلى الانتقادات التي صدرت من بعض قادتها لعملية الحسم العسكري وزيارة آخرين للرئيس محمود عباس، الذي جدّد استعداده للحوار مع «حماس» شرط التراجع عن انقلابها، في وقت استشهد فيه أربعة فلسطينيين في إطار مسلسل الاعتداء الإسرائيلي اليومي على غزة.
وجدّد هنية، في خطاب متلفز أمس، نفي سعي «حماس» إلى تكرار عملية الحسم العسكري في الضفة الغربية. وقال إن «حماس ما كانت مقررة الحسم في غزة ولكن الأمور تدحرجت، فكيف تفكر بالحسم في الضفة؟»، مضيفاً «لكن البعض يستخدم ذلك للتبرير والتغطية على عملية الاجتثاث لحركة حماس بالضفة».
وشدّد هنية، في كلمة استمرت زهاء ساعتين اقتصرت تغطيتها على وسائل الإعلام المحسوبة على حركة «حماس»، «على وحدة القرار في الحركة سواء في الداخل والخارج أو الضفة وغزة»، نافياً بشدّة «الحديث عن معتدلين ومتشددين». كما نفى «ما قيل إن التيار المتشدد عزل (المتحدث باسمه) غازي حمد و(مستشاره السياسي) أحمد يوسف»، واصفاً هذه الأنباء بأنها «جزء من الحملة الإعلامية التي تستهدف حماس والنموذج في غزة».
واتهم هنية بعض القادة الفلسطينيين بالتواطؤ في الحصار على غزة، مشيراً إلى «تعطيل الحياة الدستورية عبر تعطيل عمل المجلس التشريعي ومنعه من الانعقاد وتعطيل مؤسسة القضاء». وأعلن أن المجلس التشريعي سيعقد جلسة برلمانية يوم الأربعاء المقبل عبر التوكيلات التي قدمها النواب المعتقلون في سجون الاحتلال.
وفي خصوص مؤتمر الخريف المرتقب، قال هنية إن لقاء الخريف «يهدف إلى التطبيع بين إسرائيل والعرب وتكريس الانقسام الفلسطيني الداخلي والتحضير للعدوان على سوريا وغزة وإيران ونزع سلاح المقاومة». وحذّر من الحديث عن قبول فلسطيني بيهودية الدولة العبرية، وتبادل الأراضي، معتبراً أن من شأن ذلك إسقاط حق اللاجئين في العودة، ومشدداً على أنه «لا تفويض لأحد بالتفريط بحق العودة ولا تفويض لأحد بالتنازل عن القدس».
وانتقد هنية «الصمت» العربي والإسلامي على «الضوء الأخضر» الأميركي لإسرائيل لتنفيذ اجتياح لقطاع غزة. وتوجّه إلى الإسرائيليين قائلاً «أقول بكل ثقة اعتماداً على الله ومن ثم على شعبنا المجاهد الصابر، لن تمروا بإذن الله، هذه غزة مقبرة الغزاة».
بدوره، شدّد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل، على أن الحركة «تفتح الأبواب لاستئناف الحوار الوطني مع حركة فتح، ولكنها لا تستجدي الحوار». ودعا، في كلمة له عبر الهاتف خلال مهرجان في خان يونس، أول من أمس، «العقلاء في حركة فتح إلى وقف الرهان على الاحتلال والإدارة الأميركية والعودة إلى حضن الشعب والحوار».
ورغم نفي «فتح» و«حماس» لاستئناف الحوار بينهما، قال القيادي «الحمساوي»، ناصر الدين الشاعر، إن لقاءه مع عباس الجمعة «يعدّ بداية لسلسلة لقاءات حوارية ستعقد للتقريب بين حركتي حماس وفتح». وأوضح أن «الحوار كان بداية لكسر الجليد، وستكون هناك لقاءات أخرى».
أما عباس فقد تطرق، خلال لقائه قياديات «فتحاوية» في رام الله، إلى زيارة القياديين من «حماس». وقال «تحدث المدعو نزار ريان من غزة بأنه سيصلي في مقر المقاطعة. نحن لم نرد عليهم، بل ردّ عليهم بعض من جماعتهم، وطلبوا منا أن يأتوا إلى مقر الرئاسة، وقلنا لهم إن أي مسلم يريد أن يأتي للصلاة ليس بحاجة إلى الاستئذان».
وأضاف أبو مازن «جاؤوا وصلّوا معنا، وطلبوا أن يجلسوا معنا، وخلاصة حديثنا هي كالآتي: لا حوار مع الانقلابيين إلا بعد أن يعودوا عن الانقلاب، وهذا الموقف الذي اتخذ منذ البداية هو نفسه الذي أخبرناهم إياه».
ميدانياً، استشهد أربعة فلسطينيين، بينهم أب ونجله، ومقاوم في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» أمس، وأصيب عشرة آخرون في جريمتين منفصلتين نفذتهما قوات الاحتلال. والشهداء هم: المقاوم في «الجهاد» هشام خضورة (25 عاماً) وزاهر سليمان العر (42 عاماً) ونجله أشرف (18 عاماً)، ومحمد سليمان أبو هربيد (23 عاماً).
وردّت المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ محلية الصنع في اتجاه بلدة سديروت اليهودية داخل فلسطين المحتلة عام 48، أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من البلدة، وتدمير منزل.