أعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، أمس، حال الطوارئ في تبليسي، على أن يعرض المرسوم على البرلمان خلال الساعات الـ 48 المقبلة، مشيراً إلى أن الطوارئ سترفع بعد استتباب الوضع في العاصمة، الذي شهد مواجهات بين أنصار المعارضة والشرطة لليوم السادس على التوالي.وقال رئيس الوزراء الجورجي زوراب نوغايديلي إنّ سبب إعلان «الطوارئ» يعود إلى أنّ «محاولة للانقلاب ولنشر الفوضى قد تمّت، وكان علينا أن نردّ».
وكان ساكاشفيلي قد اتّهم موسكو أمس، بأنّها تغذّي الاضطرابات في جورجيا، وأعلن طرد عدد من الدبلوماسيين في السفارة الروسية في تبيليسي.
وفي خطاب موجّه إلى الأمة، قال ساكاشفيلي المتّهم من قبل معارضيه باحتكار السلطة والتلاعب بالاستحقاقات الدستورّية من أجل ضمان بقائه في الحكم، «تواجه جورجيا اضطرابات وهناك مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات الروسية متورطون فيها، بعضهم موجودون في جورجيا وبعضهم في موسكو». وأضاف «بعض العاملين (في السفارة الروسيّة) يقومون بأنشطة انقلابية وتجسّس، سيُعلَنون أشخاصاً غير مرغوب فيهم وسيغادرون جورجيا في الأيّام المقبلة».
وردّت وزارة الخارجيّة الروسيّة على تصريحات الرئيس الجورجي. واعتبرت، في بيان، أنّ أقواله «استفزازيّة»، وتوعّدت باتّخاذ «الإجراءات المناسبة» للردّ على نيات السلطات في تبليسي طرد الدبلوماسيّين الروس.
وجاءت اتّهامات ساكاشفيلي بعدما كانت السلطات الجورجيّة قد استدعت سفيرها إلى موسكو، إيراكلي تشوبينيشفيلي، احتجاجاً على تصريحات المسؤولين الروس بخصوص الأزمة الراهنة. فقد أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال يوري بالويفسكي، في وقت سابق أنّ تأزم الوضع في منطقتي النزاعين الجورجي، أوسيتيا الجنوبيّة وأبخازيا، سببه التدخّل الأميركي. ورأى أنّ «الأحداث في جورجيا تجري بتدخّل من الولايات المتحدة»، متسائلاً «من أين جاءت جورجيا بميزانية عسكرية تبلغ 820 مليون دولار؟».
من جهته، كان نائب رئيس لجنة مجلس الفيدرالية الروسي للشؤون الدولية، فاسيلي ليخاتشوف، قد رأى أنّ القيادة الجورجية «خرقت المبادئ والقواعد الديموقراطية بإقدامها على تفريق التظاهرة الجماهيرية للمعارضة في تبليسي»، مشدّداً على أنّ الأساليب التي استخدمتها سلطات جورجيا «بغية إحلال ما يسمّى النظام تثير قلقاً كبيراً».
ونقلت «نوفوستي» عن الزعيم الجورجي المعارض، زفياد دزيدزيغوري، في كلمة أمام البرلمان، أنّ «السلطات أظهرت نياتها الحقيقية من خلال ما قامت به صباح اليوم»، في إشارة إلى تفريق المتظاهرين بالقوة. وأضاف أنّه «من واجب كل الجورجيين الخروج إلى الشوارع».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)