رفضت طهران أخيراً عرضاً من مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لعقد لقاء مع مسؤولين إيرانيين قبل تقديم تقريره عن برنامج إيران النووي اليوم، حسبما ذكر دبلوماسيون في العاصمة النمساوية فيينا.ونقلت وكالة «فرانس برس» عن دبلوماسي، لم يشأ الإفصاح عن هويته، قوله إن البرادعي نفسه اقترح التوجه إلى إيران حاملاً بعض الاقتراحات، بينها أن يقابل حتى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله خامنئي، «إلا أن الإيرانيين شعروا بأن الوقت غير مناسب، لذلك أُجِّل الاجتماع».
وفي طهران، أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، عباس عراقجي، أثناء استقباله وفداً برلمانياً بريطانياً، أن طهران «تتوقع أن يتضمن تقرير البرادعي، تقويماً مناسباً في ضوء التعاون الذي أبدته إيران واتخاذها الإجراءات المتعددة والشفافة لبناء الثقة».
وفي السياق، أعلنت الصين أن فرض العقوبات ليس هو السبيل لحل المواجهة الدولية المتفاقمة في شأن الطموحات النووية الإيرانية، وفي الوقت نفسه، حثت طهران على القبول بحلول وسط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيان تشاو، في مؤتمر صحافي: «نحث إيران على أن تستجيب للنداءات الدولية، وأن تتبنى موقفاً مرناً. نأمل من خلال الحوار والتشاور أن نعزز التقدم للتوصل إلى حل. نعتقد أن العقوبات، ولا سيما العقوبات التي تفرض من جانب واحد، لا تفيد».
في هذا الوقت، بحث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في طهران أمس مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي الأزمة النووية، فيما يزور وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمعلومات المالية ستيوارت ليفي بكين لمناقشة العقوبات الاقتصادية على إيران.
وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، قد حذر طهران أول من أمس بأنه سيضغط من أجل تقييد الاستثمارات النفطية والمالية في إيران ما لم تبدد طهران المخاوف من برنامجها النووي.
واتهم براون، في كلمة ألقاها في المأدبة السنوية التي يقيمها عمدة لندن ويحدد فيها رئيس الوزراء أولويات السياسة الخارجية لحكومته، إيران بـ«الاستمرار في تجاهل مطالب مجلس الأمن الدولي بتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم»، مهدداً بأن بلاده «ستدعو إلى فرض عقوبات أشد صرامة ضدها».
وفي السياق، رفضت موسكو وبكين التعليق على تقرير ورد في إسرائيل وفي الصحافة الروسية يفيد بأن إيران تسعى إلى تعزيز دفاعاتها الجوية، عبر الطلب من الصين وروسيا استبدال مقاتلات أميركية مهملة، بأخرى صينية من طراز «شينغدو ـــــ جاي10» و«سوخوي س ـــــ يو 30»، حسبما ذكر محللون في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وقال المحللون لوكالة «أسوشييتد برس» إن ايران بدأت بتطوير برنامج القوة الجوية الإيرانية، ولا تستطيع أن تحصل على مقاتلات متطورة من أي مصدر بسبب الحظر العسكري الأوروبي عليها، مشيرين إلى أن التجارة العسكرية بين الدول الثلاث (الصين وروسيا وايران) تتم بسرية تامة.
وفي موسكو، شدد رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال يوري بالويفسكي على أن «إيران لن تشكل تهديداً للولايات المتحدة في مستقبل قريب». وقال، لشبكة «توداي» التلفزيونية الأخبارية الروسية: «هذا يعني أن إيران لن تنتج صواريخ بالستية عابرة للقارات يمكن أن تصل إلى الأراضي الأميركية قبل عام 2020 على أقرب حد»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الروسية «انترفاكس».
إلى ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني تصريح وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي أعربت فيه عن استعدادها لإجراء محادثات مع إيران شرط أن تقوم بتعليق تخصيب اليورانيوم، بأنها «ليست جديدة». ورفض أي شرط مسبق لإجراء مثل تلك المباحثات، مشيراً إلى أن السلطات الأميركية «كانت لها نظرة سلبية تجاه تقدم الشعب الايراني ورقيه وأن ما شاهدناه حتى الآن من ساسة أميركا هو استمرار التصرفات العدائية وتجاهل حقوقنا القانونية والإلحاح على تضييع إنجازاتنا العلمية والتقنية».
(أ ف ب، مهر، رويترز، أ ب، يو بي آي)