حيفا ــ فراس الخطيب
على مدار سنوات مضت، كان بن يشعياهو بن بورات وأوري دان، وهما مراسلان لصحيفتي «يديعوت أحرونوت» و«معاريف» على التوالي، يعملان كالمعتاد، غير أنّ وزير المتقاعدين، رافي إيتان، الذي شغل منصباً رفيع المستوى في جهاز «الموساد»، اعترف، بعد وفاة الصحافيَّين، بأنّه جنّدهما لـ«مساعدة الموساد» في باريس خلال ستّينيّات القرن الماضي، من دون مصادقة رئيس الجهاز في حينه، مئير عميت، موضحاً أنّ «التعاون توقّف» بعد أشهر من التجنيد.
اعتراف إيتان جاء الاثنين الماضي، خلال جنازة بن بورات الذي كان «صديقاً مقرّباً» منه. صداقة بدأت، بحسب كلمة التأبين، بعد سنوات من قضية «الصفقة الفاسدة» التي تولّى من خلالها إيتان دوراً مركزياً، حين أقدم «الموساد» على ضرب أهداف غربيّة في مصر لإلحاق الضرر بالعلاقات الغربية ـــــ المصرية.
بن بورات ترك انطباعاً جيداً، بحسب إيتان، الذي أوضح قائلاً: «أنا أتولّى وظيفة مركزيّة، كرجل موساد في باريس، وبطبيعة عملي، أبحث عن رافعات تساعدني في إتمام مهامي». وأضاف: «كان صحافياً مثل شايكي (بن بورات) يستطيع المساعدة. واتصلت به بسرعة. واقتنعت بأنّني أستطيع مع شايكي سرقة الخيول، فالرجل ملتزم أهداف دولة إسرائيل. هذا نادر في مهنة كهذه».
وكشف إيتان عن السبب الذي أجبره على «وقف التعاون» مع بن بورات، وعن تجنيده لدان. وقال: «في السادس من تشرين الثاني من عام 1966، وصلتني رسالة من رئيس الموساد، عميت، جاء فيها: أريدك أن تعرف أنّي لست مستعدّاً، ولا بأيّ حال من الأحوال، أن يتم تفعيل المذكورين أعلاه (بن بورات ودان). لدي الكثير من التفسيرات، لا أستطيع تفصيلها في الرسالة. إذا أردت مزيداً من الأسباب، فستصلك شفوياً». وفي تعليق على اعتراف إيتان، كتب غاد شومرون، في «معاريف»، أنّ بن بورات ودان لم يكونا «الصحافيَّين الإسرائيليَّين الوحيدَين، المشاركين بعمليّات تجسّس». وقال إنّ فيكتور غاريبسكي، الذي كان صحافياً عام 1956 في وارشا، نقل للاستخبارات الإسرائيلية خطاب الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف المشهور عن «جرائم» الرئيس السوفياتي السابق جوزف ستالين.
وأضاف شومرون أنّ «الخطوة التاريخية» التي قام بها غاريبسكي «كانت بمبادرته الخاصة»، مشيراً إلى أنّه بعد هجرته إلى إسرائيل، وانضمامه إلى الإذاعة العامة، «جنّدته الاستخبارات السوفياتيّة، لكنّهم (السوفيات) لم يعرفوا أنّ المصدر الرفيع المستوى، الذي عمل لمصلحتهم 14 عاماً، كان عميلاً للشاباك وزوّد الروس بمعلومات مضلّلة».