غزة ــ رائد لافي
شائعات عن استخدام أسيد البطاريات بدل «الصودا»... والمصانع تنفي

لجأ الفلسطينيون في قطاع غزة إلى «التندر» على واقعهم الصعب، بفعل منع سلطات الاحتلال تزويد القطاع بمئات السلع والمواد الخام الضرورية للاستخدامات الحياتية المختلفة، في ظل الحصار الخانق وإغلاق المعابر منذ سيطرة حركة «حماس» على القطاع قبل خمسة أشهر.
وطاولت سياسة العقوبات الجماعية الإسرائيلية كل مناحي الحياة في قطاع غزة «الفقير والمحاصر»، حتى بات البحث عن زجاجة من المشروبات الغازية «مهمة مستحيلة». وللتغطية على النقص يلجأ الغزاويون إلى مشروب «سفن أب» من إنتاج أحد مصانع غزة قليلة الجودة، الذي يطلق عليه الفلسطينيون اسم «كربون أب»، في إشارة إلى لجوء مصانع المشروبات الغازية الثلاثة الموجودة في القطاع إلى استخدام مادة «الكربون» بدلاً من «الصودا»، المدرجة ضمن قائمة الممنوعات الإسرائيلية.
وكانت المصانع الثلاثة في غزة قد أوقفت إنتاج المشروبات الغازية لفترة بعد نفاد «غاز ثاني أكسيد الكربون» المخصص لصناعة المشروبات الغازية، قبل أن تعاود الإنتاج، وسط تساؤل الفلسطينيين واستغرابهم. وشاعت في غزة معلومات عن استخدام مادة «الأسيد» المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات، في عملية إنتاج المشروبات الغازية، قبل اللجوء إلى استخدام مادة «الكربون» أخيراً.
ودفعت الشائعات التي انتشرت في قطاع غزة حول عدم «صحية» المياه الغازية، وما تحمله من ضرر على صحة متعاطيها، وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية إلى وقف خطوط الإنتاج في المصانع مؤقتاً إلى حين إخضاع منتجاتها للفحص المخبري.
وقال وزير الاقتصاد والصناعة المهندس زياد الظاظا إن الوزارة «أوقفت إنتاج المشروبات الغازية باستخدام ثاني اكسيد الكربون المنتج محلياً إلى حين فحص درجة نقاوة الغاز المستخدم في التصنيع، ومدى ملاءمته للمواصفات بما لا يضر بصحة المستهلك». وأشار إلى أن مصانع إنتاج المياه الغازية لجأت في ظل منع سلطات الاحتلال دخول غاز ثاني أكسيد الكربون الخاص بالمشروبات الغازية إلى القطاع، إلى إنتاج هذه المادة محلياً، من دون الحصول على موافقة وزارة الاقتصاد والصناعة.
وأضاف الظاظا أن الوزارة ستسمح للمصانع باستئناف الإنتاج إذا كانت المادة المستخدمة منسجمة مع الأصول ولا تحوي أي ضرر على صحة المواطن، وذلك من منطلق «تشجيعنا الإبداع والبحث العلمي»، للتغلب على الحصار وسياسة العقاب الجماعي الإسرائيلية.
غير أن صاحب «مجموعة اليازجي التجارية لتعبئة المياه الغازية»، أحمد اليازجي، وصف قرار الظاظا بأنه ينمّ عن «قلة خبرة»، مشيراً إلى أنه كان من الأولى إخضاع عينات من الإنتاج للفحص المخبري، وليس وقف خطوط الإنتاج. وقال لـ«الأخبار»، «كان من المفترض أن تشجع الحكومة المقالة العقلية الإبداعية التي أنتجت الغاز البديل في ظل الحصار وإغلاق المعابر، ومنع المصانع من الحصول على غاز ثاني أكسيد الكربون من إسرائيل أو مصر».
وفي خصوص المادة المنتجة محلياً، أشار اليازجي إلى أن «علماء في الكيمياء أجروا تفاعلات كيميائية بين حمض الليمون وكربونات الصوديوم، وأنتجوا غاز ثاني أكسيد الكربون نقياً»، موضحاً أن شركة «بيبسي»، التي تتمتع شركته بوكالتها في غزة، لم تعترض على المنتج لتطابقه مع المواصفات المحددة.
ودافع اليازجي بقوة عن الغاز المنتج محلياً. وقال إنه «يتمتع بدرجة عالية من النقاوة وأفضل من المستورد»، مشيراً إلى أن كلفة إنتاجه محلياً تبلغ عشرة أضعاف الغاز المستورد.