غزة ــ الأخبار
اختارت حركة «حماس» الساحة المقابلة لمنزل الرئيس محمود عباس في مدينة غزة لتحويل مسيراتها الجماهيرية الحاشدة إلى مهرجان خطابي لنصرة المسجد الأقصى، محذّرة أبو مازن من أنّ التاريخ لن يرحمه إن «فرّط في المسجد الأقصى».
وخاطب القيادي في «حماس»، النائب خليل الحية، عبّاس قائلاً: «نقف بجوار بيتك المصون والمحروس لنقول لك لا خير فيك إن فرّطت في المسجد الأقصى، ولا خير فيك إن بعت ثوابتنا، ولا خير فيك إن فرّطت في دماء شهدائنا». وأضاف: «حذار يا أبو مازن (عبّاس) فالتاريخ سيكتب ويشهد على من فرّط بالأقصى»، محذراً من «انفجار هائل في قطاع غزة لن تمنعه أيّ حدود إذا استمر الحصار». وتابع الحيّة إن «من يحاول أن يكسر الشعب الفلسطيني بحصاره والضغط على حماس لن ينجح، فالمقاومة بخير وتعدّ لمعركة الخلاص»، وقال للإسرائيليّين: «نهايتكم قد اقتربت، لأنّ ظلمكم تعاظم». وخاطب الأمّة العربية والإسلامية بالقول: «شعب فلسطين يعلن الشهادة أمامكم أنّه لن يفرّط بالأقصى، ولا خير فيكم إذا دخل الصهاينة الأقصى، وعليكم مسؤولية الدعم والمساندة، فاكسروا الصمت واكسروا الحصار».
بدوره، أكد القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، أنّ «كل محاولات الولايات المتحدة للحصول على تنازلات من الشعب الفلسطيني تحت نيران الحصار لن تفلح»، مشدداً على أنه «ليس من بين الفلسطينيين من يفرط بالأقصى».
أما القيادي في «ألوية الناصر صلاح الدين»، محمد عبد العال، فرأى من جهته أنّ ما يجري في القدس والمسجد الأقصى هو «مؤامرة على الثوابت الفلسطينية»، ودعا المقاومة إلى العودة لتنفيذ عمليات استشهادية داخل إسرائيل في حال المساس بالأقصى.
وفي إطار الأزمة الداخلية، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة إسماعيل هنية أنّها أفرجت عن عشرات المعتقلين من أنصار حركة «فتح»، لم يثبت تورّطهم في الصدامات وأحداث الشغب التي أعقبت احتفال إحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات. وشددت، في بيان، على أنّها «لن تتهاون مع من يثبت تورطهم في هذه الأعمال الفوضوية، وستقوم بتقديمهم للنيابة العامة لمحاسبتهم وفق القانون مهما كان انتماؤهم الحزبي».
وكانت الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين و«الجهاد الإسلامي» قد عقدت مساء أول من أمس، لقاء مع المكلّف ملفّ الداخلية في الحكومة المقالة، سعيد صيام، ووفد قيادي من «حماس»، للبحث في الصدامات الدامية، وآليات تهيئة الأجواء للحوار الوطني.
وقال ممثل «الشعبية» في اللقاء، رباح مهنا، إن «قادة حماس أقرّوا بمسؤوليتهم عن أحداث مهرجان عرفات». ورأى أنّ «خطاب هنيّة (أوّل من أمس) حمل نوعاً من التهدئة».