محمد بدير
ليفني نجحت في تجنيد الأميركيين لرفض «البيانات الجوهرية»

توقعت الصحف الإسرائيلية أمس حضور وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى المنطقة الأسبوع المقبل، لتسليم الدعوات إلى المشاركين في المؤتمر الدولي للسلام في أنابوليس. وتحدّثت عن مخاوف لدى القيادة الإسرائيلية من ضغوط قد تمارسها الإدارة الأميركية عليها للاستجابة لمطلب الفلسطينيين بإطلاق سراح 2000 أسير فلسطيني خلال انعقاد المؤتمر.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن رايس ستنقل مطلع الأسبوع المقبل الدعوات الرسمية إلى المشاركين المقرَّرين في المؤتمر، مشيرة إلى أن عدد هؤلاء لا يقل عن 24 دولة.
وأوضحت أن رايس ألغت جولة لقاءات بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية نهاية الأسبوع الجاري، بعدما تبين لها أن الطرفين يتقدمان نحو صياغة البيان المشترك من دون حاجة إلى مساعدتها.
من جهتها، ذكرت صحيفة «معاريف» أن هناك قلقاً في إسرائيل من أن تدعم واشنطن المطلب الفلسطيني بتحرير ألفي أسير من سجونها، كإعلان نوايا حسنة تجاه الرئيس محمود عباس، وكـ«تعويض عن رفضها بحث قضايا الحل الدائم في مؤتمر أنابوليس».
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إنه لا علم لها بوجود مطلب أميركي لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، لكن مصادر في واشنطن، لم تحدّدها «معاريف»، قالت إن «الإدارة الأميركية تميل إلى دعم الطلب الفلسطيني، ومطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بزيادة عدد الأسرى الذين ينوي إطلاق سراحهم من 400 إلى 2000».
وإذا استجاب أولمرت للمطلب الفلسطيني، فإن الأمر سيحتاج إلى قرار خاص يتعين على الحكومة الإسرائيلية اتخاذه لتعديل تعريف الأسرى الذين تصفهم إسرائيل بأن «دماء على أيديهم»، وهم الأسرى الذين أدينوا بتنفيذ عمليات مسلحة أدت إلى مقتل إسرائيليين.
وكان مسؤول إسرائيلي أعلن أمس أن أولمرت سيطلب الاثنين من حكومته الموافقة على إطلاق سراح نحو 500 أسير فلسطيني، فيما ذكرت صحيفة «جيروزالم بوست» أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنصح الحكومة بتجنّب تقديم بوادر حسن نيّة للرئيس الفلسطيني حتى نهاية القمّة. وبحسب الصحيفة، فإن مسؤولين في «الشاباك» حذروا من أن عباس قد «يفجّر» القمة بحجة أن إسرائيل لا تقدم تنازلات كافية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمنيّ رفيع المستوى قوله: «ليس هناك أيّ داعٍ لتقديم التنازلات قبل القمّة. سينسى الفلسطينيّون بسرعة ما قدّمناه قبل القمّة، ومن المهمّ خلق الحوافز كي يُنجح عبّاس القمّة».
وبحسب هذا المسؤول، فإن المؤسّسة الأمنيّة تدرس النتائج المحتملة لاقتراح تجري صياغته، ولم يقدم لأولمرت بعد، بإطلاق سراح مئات من المعتقلين كلّ شهر بعد مؤتمر أنابوليس، وذلك من أجل «تحصيل الهدوء في الشارع الفلسطينيّ، كأمر مطلوب لمفاوضات منتجة».
وقال المسؤول الإسرائيلي: «إذا ما كانت القمّة ناجحة وتلتها مفاوضات، حينها قد يكون ضروريّاً إبقاء الفلسطينيّين سعداء وهادئين. ومن الطرق لتحقيق ذلك، إطلاق سراح معتقلين».
في هذا الوقت، تواصل وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، العمل على إكمال البيان الختامي المشترك بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع رئيس طاقم المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع (أبو العلاء). وذكرت «معاريف» أن ليفني استطاعت خلال عملها أن تجنّد الأميركيين لمصلحة الطرف الإسرائيلي لجهة تحويل أنابوليس إلى «لقاء تأسيسي» لإطلاق مسيرة، وليس لبيانات جوهرية.
وقالت الصحيفة إن ليفني وضعت الفلسطينيين أمام خيارين: إما المجيء إلى أنابوليس من دون توقعات مرتفعة واعتبار أنابوليس بداية لمسيرة، أو الغرق ثانية في كآبات والعودة إلى خريطة الطريق من دون مفاوضات.
وتطرقت صحيفة «يديعوت» إلى بعض الجوانب الإجرائية للمؤتمر، فقالت إن الرئيس الأميركي جورج بوش يخطط لإجراء لقاءات عمل شخصية مع بعض المشاركين قبل يوم من انعقاد المؤتمر. وستحرس المؤتمر قوات كبيرة من الشرطة، في ظل أنباء تشير إلى نية منظمات مختلفة تنظيم تظاهرات احتجاجية في المكان.
أما بالنسبة إلى الترتيبات المتعلقة بوسائل الإعلام، فسيقام مركز إعلامي في غرفة اللياقة البدنية في الأكاديمية البحرية، وحركة الصحافيين داخل الأكاديمية ستكون في غاية التقييد. وإلى جانب المركز الإعلامي، سيسمح بنصب ثلاث محطات بث تنقل الصور عن حفل الافتتاح إلى أرجاء العالم.