القاهرة ــ خالد محمود رمضان واشنطن ــ محمد سعيد

القاهرة تسعى إلى ترتيب البيت الفلسطيني

أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، الملك السعودي عبد الله «تشاؤمه» إزاء نجاح المؤتمر الدولي للسلام المقرّر في أنابوليس، في وقت ذكرت فيه مصادر عربية في القاهرة أن مصر تسعى إلى «ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني» قبل المؤتمر وتضغط على أبو مازن لوقف حملته على «حماس».
وقال السفير الفلسطيني لدى الرياض، جمال الشوبكي، لوكالة
«فرانس برس»، إن عباس نقل إلى الملك السعودي، الذي التقاه أمس في العاصمة السعودية، «تشاؤمه من فرص نجاح أنابوليس». وأضاف: إن «الجانب الفلسطيني غير راض حتى الآن عن الموقف الإسرائيلي، لأن الإسرائيليين لم يقدموا شيئاً يمكن أن يؤدي إلى نجاح المؤتمر».
وقال الشوبكي إن عباس أكد للملك السعودي أن «الموقف الإسرائيلي سلبي، وعلى الأميركيين أن يتدخلوا للضعط على إسرائيل وأن يلزموها بمرجعيات عملية السلام وهي خريطة الطريق والمبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية». وشدّد على أن الملك السعودي «كان متفقاً مع وجهة النظر الفلسطينية، وهي أن إسرائيل لا تبدي حتى الآن أي تجاوب جدّي من الممكن أن يسهم في إنجاح المؤتمر».
في هذا الوقت، لا تزال الشكوك تحيط بإمكان عقد اجتماع أنابوليس. وتوقع مسؤول في الخارجية الأميركية أن تقوم الدول التي ينتظر أن تشارك فيه بخفض مستوى تمثيلها إذا لم يتضمن جدول أعماله القضايا المتمثلة في الحدود واللاجئين والقدس والمياه والاستيطان.
كما أكد مسؤول عربي يزور واشنطن أن الاجتماع لن يسفر عن نتائج ملموسة، وخصوصاً إذا انصب جدول أعماله على القضايا الهامشية. وقال «إن مشاركة الدول العربية قد تخفض تمثيلها إلى وزراء الخارجية أو حتى السفراء».
وقال مسؤول أميركي طلب عدم الإفصاح عن هويته إن اجتماع أنابوليس سيقتصر على يوم واحد هو السابع والعشرون من الشهر الجاري، يسبقه حفل عشاء يقيمه الرئيس جورج بوش مساء يوم السادس والعشرين على شرف الوفود المشاركة. وعزت مصادر مطلعة إحجام الحكومة الأميركية عن إرسال الدعوات حتى الآن إلى انتظار واشنطن لما سيسفر عنه الوضع في لبنان لجهة الانتخابات الرئاسية.
إلى ذلك، قالت مصادر مصرية وفلسطينية في القاهرة لـ«الأخبار» إن السلطات المصرية تسعى إلى إقناع عباس بوقف التصعيد الإعلامي والسياسي مع حركة «حماس» وعقد اجتماع بين الطرفين قبل مؤتمر السلام.
وأشارت المصادر إلى أن «الموقف المصري يرى ضرورة إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل لمنح الوفد الفلسطيني في مؤتمر السلام موقفاً أكثر قوة تفاوضية، ولكي يكون قادراً على البتّ في القضايا المحتمل طرحها للنقاش خلال هذا المؤتمر».
وقال مسؤول مصري، لـ«الأخبار»، إن الرئيس حسني مبارك نصح نظيره الفلسطيني أخيراً بالتروي وعدم حرق الجسور مع «حماس» و«الإبقاء على شعرة معاوية معها». وأوضح أن القاهرة تعتقد دائماً بأن ثمة إمكاناً لعقد اجتماعات مصالحة بين «فتح» و«حماس». ورأى أن «حماس» «أخطأت بالانقلاب على الشرعية، لكن ذلك لا يعني مقاطعتها».