القاهرة ــ الأخبار
دخلت المشاورات التي يجريها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف لاختيار رئيس جديد للحكومة بعد استقالة علي محمد جيدي، مرحلتها الأخيرة، في وقت أعلن فيه مسؤول صومالي رفض الكشف عن اسمه أن قبيلة الهوية، المسيطرة على العاصمة الصومالية مقديشو، فوّضت إلى يوسف تسمية خليفة جيدي بغضّ النظر عن الأسماء السبعة التي وردت في قائمة المرشحين.
وأوضح المسؤول أن ممثلين عن قبيلة الهوية أعربوا خلال اجتماع مع الرئيس الصومالي أمس عن «ثقتهم باختياره المرشّح القادر على تحمل المسؤولية». وأكد أن تسمية رئيس الوزراء الجديد «ستتم خلال اليومين المقبلين»، مشيراً إلى أن يوسف وسّع نطاق مشاوراته لتشمل مختلف منظمات المجتمع المدني والعشائر والجاليات الصومالية في الخارج، إضافة إلى الدول والمنظمات الإقليمية المعنية بالأزمة الصومالية.
في هذا الوقت، نفت إثيوبيا مجدداً مسؤولية قواتها التي تدخلت نهاية العام الماضي لإطاحة تنظيم المحاكم الإسلامية، عن الأحداث التي شهدتها العاصمة الصومالية وأدت إلى سقوط نحو 350 شخصاً ما بين قتيل وجريح.
واتهم وزير الخارجية الإثيوبي سيوم سيفين حركة الشباب الصومالية باستخدام الأطفال والنساء والمدنيين كدروع بشرية خلال تلك المواجهات، مشيراً إلى أن القوات الصومالية والإثيوبية كانت «حريصة على تجنب سقوط مدنيين في عملية تمشيط مقديشو وتطهيرها من المتطرفين». وأضاف إن الجيش الإثيوبى «لم يذهب إلى الصومال لشرب اللبن، بل للقيام بواجبه في مساعدة هذا البلد على تحقيق الاستقرار المفقود منذ 1991».
ورفض سيفين إعلان عدد القوات الإثيوبية الموجودة حالياً فى الصومال، مكتفياً بالقول «إنه لا يمكن تقدير الرقم بمئات الآلاف كما تدّعي بعض التقارير الإعلامية. فهذا ليس صحيحاً».
في المقابل، اتهم رئيس مركز السلام والديموقراطية الصومالي علي سيد إبراهيم كلّاً من القوات الصومالية والإثيوبية من جهة، وفلول تنظيم المحاكم الإسلامية وحركة شباب المجاهدين من جهة أخرى، بالتسبّب بمقتل مئات المدنيين وإصابتهم وتشريدهم خلال المواجهات العنيفة التي وقعت في بعض ضواحي العاصمة الصومالية أخيراً. ودعا المجتمع الدولي وخصوصاً الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي إلى التدخل الفوري لتأليف لجنة تحقيق محايدة في الانتهاكات، مشدداً على ضرورة إنهائها حرصاً على أرواح سكان العاصمة الذين سقطوا بين «فكي الرحى».
وأوضح إبراهيم، لـ«الأخبار»، أنه حتى اللاجئون الذين أجبروا على مغادرة منازلهم من جراء هذه المواجهات، لا تصلهم أي مساعدات إنسانية على الإطلاق، معرباً عن أسفه لموقف المجتمع الدولي الذي التزم الصمت ولم يحرّك ساكناً لنجدة هؤلاء. وأضاف إن مركزه في مقديشو تعرّض لاعتداء مبرمج بهدف منعه من فضح هذه الممارسات، كما جرى اختطاف اثنين من الموظفين المحليين فيه ثلاثة أيام.