القاهرة ـ الأخبار
مبارك يقبل اعتبار المؤتمر الدولي «بداية للمفاوضات»
استبق الرئيس المصري حسني مبارك قمته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت المقرّرة اليوم في شرم الشيخ، بالإعراب عن أمله أن «يحقق مؤتمر أنابوليس النجاح»، إلا أنه توقّع، خلال جولة محلية في الإسماعيلية أمس «ألا يتمكّن المؤتمر من حلّ كل القضايا»، معلناً قبوله فكرة أن يكون المؤتمر «بداية للمفاوضات».
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، قد أعلن أن اللقاء بين مبارك وأولمرت يأتي في إطار الجهود المبذولة لدفع المشاورات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى وثيقة سياسية مشتركة حول موضوع الحلّ النهائي.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن مبارك سيستمع من أولمرت إلى ما يمكن أن تقدمه إسرائيل من إجراءات لبناء الثقة الكفيلة بإنجاح المؤتمر الدولي. وأضاف أن أولمرت سيطلع مبارك على نتائج محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأشار إلى أن مصر ترى ضرورة لتهيئة مناخ ملائم يسمح بنجاح مساعي الإعداد للمؤتمر وأن يتفق الجانبان على إطار زمني معقول يجري من خلاله الانتهاء من التفاوض.
في هذا الوقت، قالت مصادر مصرية إن القاهرة ترغب في زيارة جديدة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة لإجراء محادثات حاسمة قبل مؤتمر السلام. وأشارت إلى أن «القاهرة لديها تساؤلات بلا أجوبة عن أجندة عمل المؤتمر وما سيتمخض عنه من قرارات وآلية لتنفيذها». وشدّدت على أن القاهرة والرياض متفقتان على رفض المشاركة في مؤتمر يستهدف الإيحاء بتطبيع العلاقات العربية ـــــ الإسرائيلية ولا يساعد على حل الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
إلى ذلك، قال موقع «يديعوت أحرونوت» أمس إن زيارة أولمرت إلى مصر تأتي في إطار «اهتمامه بإظهار وجود تأييد عربي عام لعملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين». ورأت مصادر سياسية إسرائيلية أن مبارك قادر على إقناع السعوديين والسوريين بالمشاركة في المؤتمر الدولي، وأن إعلان السعودية وسوريا مشاركتهما فيه سيفتح الباب أمام دول عربية أخرى لم تعلن بعد حضورها المؤتمر.
وتأتي الزيارة أيضاً في إطار توتّر العلاقات بين مصر وإسرائيل، إذ أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عرضت أمام القيادة السياسية سلسلة من القرائن الموثقة التي تشير إلى أن مصر تتغاضى في محور فيلادلفي عن عمليات تسلل يقوم بها عناصر من حركة حماس الذين يصلون إلى القطاع من دون أي عراقيل».
وقالت الصحيفة إن هناك دليلاً موثقاً يشير إلى أن «عناصر من حماس تسللوا ليلاً إلى قطاع غزة، وكان بجوارهم دورية تابعة للشرطة المصرية التي نظرت إليهم بلامبالاة، ما مكنهم من دخول القطاع من دون صعوبة».
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن التقارير الأمنية الإسرائيلية، أن «نحو مئة مخرب من حماس أنهوا تدريبات في خارج البلاد، وبدأوا يشقون طريقهم عائدين إلى غزة. وفي الأسابيع الأخيرة انتظر أعضاء المجموعة في العريش الإذن بالدخول إلى القطاع. وأدارت سلطات حماس مفاوضات مع المصريين». وبحسب تقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فإن «بعض هؤلاء تمكنوا من التحرك تحت رعاية المصريين مباشرة إلى قطاع غزة».