دمشق، القاهرة ــ الأخبار
قالت مصادر سورية مطّلعة لـ«الأخبار»، أمس، إن مشاركة دمشق في المؤتمر الدولي للسلام كانت ضرورية «ما دام العرب مشاركين، ومن المفروض ألا تبدو سوريا نشازاً حتى لا تصاب بالعزلة».
ورأت المصادر نفسها أن مؤتمر أنابوليس يحقق 3 أهداف لأميركا وإسرائيل وسوريا؛ بالنسبة لدمشق، فإن «مشاركتنا ضرورية لأنه سيبحث وضع الجولان ضمن موضوع الشرق الأوسط، على أن يكون هناك مؤتمر في موسكو يتناول موضوع لبنان وسوريا». وبالنسبة لإسرائيل، فقد «لمّحوا (الإسرائيليون) إلى استعدادهم للتفاوض مع سوريا وإلى أنهم مستعدون لدفع الثمن، وفُهم في سوريا أن هذا الثمن هو إعادة الجولان. ومن هنا ترى دمشق أن هناك فرصة في أنابوليس يجب ألا تضيع، فهي على الأقل تهيئ الأجواء للعودة إلى المفاوضات، وهي بالدرجة الأولى فرصة اختبار نوايا للجميع».
وفي ما يتعلق بالولايات المتحدة، قالت المصادر «يمكن أن يكون لدى الأميركيين هدف خلق شرخ بين سوريا وإيران»، إلا أنها رأت أن هذا «أمر صعب لأن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين أكبر من أن تتأثر بمؤتمر كهذا». وأضافت «يجب ألا نتوقف عند التصريحات الإيرانية في الآونة الأخيرة، وخصوصاً أن اتصالاً تمّ أخيراً بين الرئيسين بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد».
وفي هذا السياق، قال دبلوماسي إيراني في القاهرة، لـ«الأخبار»، إن بلاده «لا تنتظر أية نتائج إيجابية من مؤتمر يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتقديم المزيد من التنازلات لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت». وشدّد على أن دور بلاده في المنطقة «ليس قابلاً للعزل من أي جهة كانت، حتى لو كانت أميركا»، مشيراً إلى أن إيران «لن توافق على سلام لا يضمن للفلسطينيين والعرب استعادة حقوقهم المسلوبة وأراضيهم المحتلة».
ويعتقد الباحث المتخصّص في الشؤون الإيرانية محيي السرجاني أنه «من الصعوبة عقد أي اتفاق سلام بين العرب والإسرائيليين في غياب طهران»، مشيراً إلى نفوذها المتزايد تجاه حركات المقاومة الفلسطينية.
وحول رؤية المؤتمر كتكريس للقطيعة الأميركية ـــــ الإيرانية على الأقل في المستويات العلنية، قال السرجاني «لا سلام ممكناً في ظل غياب إيران، فهي رمانة الميزان بالنسبة للسوريين ولقطاع كبير من اللبنانيين والفلسطينيين».