غزة ــ رائد لافي
6 شهداء في غزة... ومضادات أرضية تقصف طائرات الاحتلال!


رأت حركة «حماس» وفصائل المقاومة في التصعيد العسكري ـــــ الإسرائيلي في قطاع غزة أمس «تطبيقاً عملياً» لمؤتمر أنابوليس «ومقدمة لاجتياح غزة واستهداف قوى المقاومة»، وهو تصعيد بدأت ملامحه في استشهاد ستة مقاومين خلال الساعات الـ24 الماضية في غارات جوية منفصلة جنوب القطاع.
واتهمت حركة «حماس» «أجهزة أمن الرئيس الفلسطيني محمود عباس» بمشاركة قوات الاحتلال في «الحرب المفتوحة» على المقاومة في الضفة الغربية والقطاع، من منطلق «التطبيق العملي للقاء أنابوليس».
وقالت «حماس»، في بيان، إن «الحرب المفتوحة من الصهاينة وأذنابهم، على أحرار الشعب الفلسطيني وأطهاره ومجاهديه، هي النتيجة الحقيقية والثمرة الخبيثة لمؤتمر العار، لذلك ستبقى دماء الشهداء وأنّات الجرحى، لعنات تطارد وتفضح المفرطين والمطبّعين». وشددت على أن «كل الخيارات مفتوحة أمامها وأمام الفصائل المقاومة لترد على هذا العدو بكل الوسائل الممكنة».
واتفقت حركة «الجهاد الإسلامي» مع «حماس» في كون التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد المقاومة في القطاع «يأتي ضمن النتائج التي خرج بها مؤتمر أنابوليس». وقال القيادي في «الجهاد»، نافذ عزام، إن التصعيد الإسرائيلي كان متوقعاً «بعد خيبة الشعب الفلسطيني الكبيرة من أنابوليس سواء في النتائج التي ممكن أن تترتب عليه في ظل المعاناة وحال الضعف والانقسام التي يمر بها الشعب الفلسطيني أو بسبب حضور الدول العربية».
وتعهدت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس»، بأنها «لن تسمح لأي كان بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق (المرحلة الأمنية) القاضية بملاحقة وضرب المقاومة وجمع سلاحها»، معتبرةً أن تنفيذ هذه الخطة بمثابة «إعلان للمواجهة بيننا وبين المنفذين لها».
في هذا الوقت، استشهد أربعة مقاومين فلسطينيين، وأصيب خامس بجروح بالغة، في غارتين جويتين نفذتهما الطائرات الحربية الاسرائيلية على مواقع لـ«كتائب القسام» في بلدتي القرارة وعبسان المتجاورتين، شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
وأطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية ثلاثة صواريخ على موقع تابع لـ«كتائب القسام» في بلدة القرارة، ما أدى إلى استشهاد المقاومين عبد الله أمين الأسطل (22 عاماً) وهاني حسن أبو رومية (18 عاماً). واستشهد المقاومان شاهر عبد الحكيم (25 عاماً)، وعماد أبو طعيمة (22 عاماً)، وأصيب ثالث بجروح بالغة، في قصف جوي مماثل استهدف مجموعة مقاومين في بلدة عبسان.
وفي السياق، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع وقذائف الهاون في اتجاه البلدات والأهداف الاسرائيلية. وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد»، أنها قنصت جندياً إسرائيلياً في معبر بيت حانون (إيريز) شمال قطاع غزة، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يصدر تعليقاً. وأفادت مصادر أمنية فلسطينية بأنه، وللمرة الأولى في تاريخ الصراع بين اسرائيل والمقاومين الفلسطينيين في غزة، تصدت مضادات أرضية للطائرات الاسرائيلية التي حلقت فوق موقع تابع للشرطة البحرية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة «حماس» في خان يونس.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن أن رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكينازي نجا من موت محقق إثر سقوط قذيفة هاون أطلقها مقاومون فلسطينيون على بعد عشرة أمتار منه أثناء زيارته قاعدةً عسكريةً على حدود قطاع غزة قبل أيام.