نيويورك ـ نزار عبود
دعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الدول العربية والإسلامية إلى تقديم الدعم إلى مؤتمر الخريف «بدلاً من فرض الشروط». وقالت، في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس، «كما برهنا في الماضي، نحن مستعدّون لعقد تسويات بشأن الأراضي التي يستلزمها السلام الدائم، لكن اسرائيل تعلّمت في لبنان وفي غزة أنّ الانسحاب وحده لن يأتي بالسلام».
وعندما سئلت عن نداء وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بفرض حظر على الاستيطان كشرط مسبق لمشاركة بلاده في المؤتمر، قالت، لوكالة «رويترز»، «آخر شيء سأفعله هو أن أتفاوض مع الفلسطينيّين من خلال الصحافة، فأنا أتحدث في ما يتعلق بالمبادئ، وفي قاعة المفاوضات يمكننا إيجاد الطريق لتجاوز الفجوة».
وأضافت ليفني إنه من المهم أن تكون التوقّعات واقعية في شأن المؤتمر «فإذا لم نستطع التوصل إلى تفاهم بشأن القضايا الرئيسية، فبمقدورنا التفاهم بشأن الطريق لإنشاء دولة فلسطينية في المستقبل».
وبعد اجتماعها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كشفت ليفني عن أن النقاش دار حول الحوار مع السلطة الفلسطينية واجتماع «السلام» المقرَّر. كما أوضحت أنّهما تناولا «التهديد الإيراني النووي وضرورة اتخاذ الأمم المتحدة قرارات بفرض عقوبات حقيقية مؤثّرة بحق طهران».
في المقابل، أثارت ليفني مع المسؤول الدولي الوضع الراهن في لبنان، مؤكّدة أنّ الجانبين توصّلا إلى «قناعات متطابقة لأن الوضع في الشرق الأوسط لم يعد قضية صراع بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، ولأنّ الإسرائيليّين والقادة الفلسطينيين الواقعيّين يستطيعون تشاطر الرؤية ذاتها في شأن حلّ الدولتين اللتين يمكنهما أن تعيشا بسلام».
وأعربت المسؤولة الإسرائيلية عن أملها بأن يتحيّن الإسرائيليون والعرب، فرصة السلام «من دون إملاء أي نتائج مسبّقة لاجتماع الخريف»، مشدّدة على دعم تل أبيب للزعماء الفلسطينيين «المعتدلين البراغماتيين». كما تمنّت ألّا ينتظر هؤلاء حتّى نهاية العملية «لكي يطبّعوا علاقتهم بإسرائيل بل أن يبدأوا بخطوات تدريجيّة على غرار ما تفعل إسرائيل».
ورأت رئيسة الدبلوماسية الإسرائيلية أنّ التقدّم في مسار السلام الثنائي «سيكون أهم ما سيسفر عنه اجتماع واشنطن»، مطالبة المجتمع الدولي بدعم هذا المسار «لكي يكون بداية التفاهم في المستقبل». ورأت أن التجارب السابقة الفاشلة أدت إلى حدوث إحباط أملت عدم الوقوع فيه مجدّداً «من خلال طموحات بلادها المشتركة مع أبو مازن في إنهاء الصراع غداً إذا استطعنا». وأشارت أخيراً إلى أنّ المؤتمر «سيحدّد القاسم المشترك بين الطرفين قبل المضي قدماً»، محذّرة من «تكبير الأهداف والآمال» لأنه «يؤدّي إلى الفشل والإحباط».
وفي السياق، أعربت ليفني عن أملها من العرب القبول بالتسويات، مستشهدة بمثال الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزّة «كبادرة حسن نية».
وعن موضوع اللّاجئين الفلسطينيّين، قالت «مثلما منحت إسرائيل ملاذاً للاجئين من الدول العربية، على الدول العربية فعل الشيء نفسه، وهذا هو الحل لقضية اللاجئين»، تاركة قضية الاتفاق على الحدود بين الدولتين للتفاهم المشترك النهائي.