رام الله، غزة ــ الأخبار
كشفت وثيقة سرية نشرتها مواقع إلكترونية تابعة لحركة «حماس» أمس، عن أن حركة «فتح» أعدّت خطّة لاستهداف حركة «حماس» «دينياً وتنظيمياً وإعلامياً»، تحمل عنوان «الخطة الرباعية لكشف المستور».
وتوضح الوثيقة أن الخطة، التي تمتد لأربعة أشهر بدءاً من الأول من شهر أيلول الماضي، تهدف إلى تقريب الخطاب الديني لحركة «حماس» من الجماعات التكفيرية وإظهاره للناس على أنه خطاب واحد، ونشر الشائعات التي تبين أن حركة «حماس» تعاني أزمات داخلية عميقة.
وتتركّز الخطة، بحسب الوثيقة، حول ثلاثة محاور لاستهداف الحركة دينياً وتنظيمياً وإعلامياً، وبدأت بالمحور الديني، حيث تستهدف استغلال الوضع الفلسطيني الخاص الذي لا يوجد فيه تعدّد للطوائف والمذاهب لإظهار حركة «حماس» بأنها حركة تكفيرية.
ويتضمن المحور الديني إعداد مقالات ودراسات دينية مختلفة تعمل على إظهار شقاق بين منهج «الإخوان المسلمين» الوسطي وبين منهج «حماس». وتتضمن هذه الدراسات عناوين كثيرة منها: «يا شعب فلسطين التفّوا حول وليّكم (الرئيس محمود عباس) الشرعي واتركوا الخوارج»، و«العمل على هجران المساجد المحسوبة على حركة حماس ومصاحبة الدعاية في كل المستويات».
أما على صعيد المحور التنظيمي، فهو يرتكز على إظهار أن هناك أزمات داخلية عميقة تستر بالتهديد والوعيد في صفوف «حماس»، والعمل على زيادة المبالغ المالية المدفوعة للأشخاص الذين يدّعون أنهم يملكون دلائل مادية على «حقيقة حماس الداخلية»، إضافة إلى إبراز الادعاءات بوجود خلافات داخلية في «حماس» وتعميمها على وسائل الإعلام بقوة، حتى تصبح الشغل الشاغل للمناصرين لها في الداخل والخارج، إما نفياً لها أو استفساراً عنها.
وفي المحور الإعلامي، أظهرت هذه الخطة أن «فتح» تعمل على إعداد تقارير إعلامية مضادة تظهر التناقض الإعلامي الذي تخرج «حماس» روايتها فيه. والضغط إعلامياً على القنوات الأخرى التي تروج لـ «حماس»، مثل قنوات «الجزيرة» و«العالم» و«المنار».
وتعتمد الخطة على جهات عديدة، منها الإعلام المركزي في الأقاليم، والمكاتب الفرعية، ومكتب الرئيس للشؤون الإعلامية والصحافية، والناطقون الإعلاميون، وهيئة الإذاعة والتلفزيون. وتعتمد كذلك على المنشورات والمواقع الإلكترونية والقطاع النسوي.
وتبين الخطة «الإيجابيات» التي يمكن أن تخلفها، وأهمها العمل على إرباك «حماس» على الساحات الفلسطينية والعربية والدولية وإشغالها بالبحث عن مخارج أمام الروايات المختلفة التي تثار لدى الرأي العام.
أما «السلبيات» فهي الخشية من عدم التزام القادة والكوادر بالتنفيذ والتقيد الحرفي بالخطة، وأخذ مبادرات فردية شخصية، وعدم الدراية بأن هذه الخطة أشرف عليها مختصون في مجال الإعلام والدعاية والمونتاج والإخراج، موضحة أن أي اجتهادات «قد تؤدي إلى فشل في سير الخطة بل قد تؤدي إلى نتائج عكسية».
وأشارت الخطة إلى أن «هناك جهات مساندة من خارج حركة فتح»، موضحة أن أهم الجهات المساندة هي «حزب الشعب والتجمع الديموقراطي (فدا) والجبهة الديموقراطية، أما الجبهة الشعبية فلم نعرض الأمر عليهم لموقفهم السلبي في قضية مؤيد بني عودة إذ كانوا سبباً في قوة الدعاية المضادة». وتابعت الوثيقة «أما الجهاد الإسلامي فكسبها فيه ايجابيات كبيرة جداً، لكن ذلك يتطلب خططاً وجهداً أكبر من تلك التي تم وضعها خلال الشهرين الماضيين».
يشار إلى أن الأمن الفلسطيني في آب الماضي كان قد اعلن اعتقال مؤيد بني عودة، الناشط في حركة «حماس» في الضفة الغربية، وبث اعترافات له بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية في تنفيذ عمليات اغتيال مقاومين في الأراضي الفلسطينية، إلا أن «حماس» نفت الاعترافات، مشيرة إلى أنها جاءت تحت الضغط.