نيويورك ــ نزار عبود
بــوش مســتعد لـ«الجلــوس طويــلاً» مع نجــاد إذا تخلــّى عن النــووي


بعد التصريحات الحادّة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، التي أدلى بها في نيويورك الأسبوع الماضي، واصل المسؤولون الإيرانيون «هجومهم» على الإدارة الأميركية، من داخل أراضيها، حيث أكد وزير الخارجية منوشهر متكي «أن إيران شرحت للأميركيين قبل عامين المخاطر التي سيواجهونها إذا ما هوجمت، وأن الأميركيين يعرفون جيداً أنهم لا يستطيعون مهاجمتها».
وأضاف متكي، في مؤتمر صحافي عقده في الأمم المتحدة أمس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «جميع التحليلات واضحة، لن يشنّوا حرباً أخرى في المنطقة ضد مصلحة دافعي الضرائب لديهم. يجب على الدول الأخرى أن تكون مستعدة. قلنا للأميركيين منذ عامين ما الذي سيجري إذا ارتكبوا حماقة الهجوم علينا». لكنه رفض الحديث بالتفصيل عما قالته إيران للأميركيين.
وتعليقاً على مخاوف وزير خارجية السعودية سعود الفيصل، الذي أبداها حيال البرنامج النووي الإيراني ودور طهران في لبنان، قال متكي إن بلاده سعت إلى تبديد مخاوف جميع دول المنطقة، مجدّداً التأكيد على أن البرنامج النووي الإيراني «سلمي».
وأكد متكي أن بلاده تدعم الوفاق في لبنان وترفض التدخل الخارجي في شؤونه، مشيراً إلى أنه «قلنا إن اللبنانيين يحلون مشاكلهم، من دون تدخل خارجي».
ورداً على سؤال «الأخبار» عن خطر تعرّض إيران لهجوم نووي وكيف سترد عليه، أوضح متكي «نحن ضد الحروب. حتى إننا كنا ضد حرب العراق. بعد ثلاثة أشهر من الحرب قال (الرئيس الأميركي جورج) بوش إنها انتهت. السياسة كانت خاطئة كما برهنت السنوات الأربع الماضية. جميع النشاطات يجب أن تركز على تفادي أي حروب. أي دول يجب أن تحمي نفسها. الأسلوب متروك لنا. وأفضّل الحديث عن السلام لا الحرب»، مضيفاً «سياستنا أُعلنت، لن نذهب إلى تفاصيل الرد على العدوان». لكنه أشار إلى أن «الدول التي لديها الجيل الخامس أو السادس من الأسلحة يجب أن تخشى من التهوّر. الدول التي استخدمت السلاح النووي مرة يمكن أن تستخدمه ثانيةً».
في المقابل (أ ب، رويترز، ا ف ب، يو بي أي)، قال بوش أمس، من عاصمة ولاية بنسلفانيا، لانكستر، «نتعامل مع بلد قال رئيسه (نجاد) إنه يريد تدمير إسرائيل.. باعتقادي أن الولايات المتحدة ستدافع عن حليفتنا إسرائيل». وأضاف، خلال لقائه رجال أعمال ونساء طلب منهم المساهمة في تمويل إدارته، « هذا زعيم قام بتصريحات استفزازية جداً. وبالرغم من ذلك، نحن نريد الجلوس معه، طويلاً إذا أوقف برنامجه» النووي.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قد خيَّر إيران بين الإجابة وبشكل كامل عن أسئلة أساسية تتعلق ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم قبل نهاية العام الجاري، أو مواجهة عقوبات جديدة.
وقال البرادعي، في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، إنه «يتوقع أن تقوم إيران بإزالة الشكوك حول امتلاكها أجهزة متقدمة للطرد المركزي قبل أن يقدّم تقريره إلى مجلس حكّام الوكالة في الثاني والعشرين من تشرين الثاني المقبل». وحذّر إيران ممّا سمّاه «نتائج عكسية تترتّب على فشلها في التعهد بتقديم الإجابات المطلوبة».
أمّا منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، فحذّر من جهته إيران من أن الاتحاد الأوروبي يريد لمس تقدم في المفاوضات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني، أو مواجهة خطر عقوبات جديدة آخر السنة.
وشدّد سولانا، في حديث إلى مشرّعين في البرلمان الأوروبي في بروكسل، على ضرورة تقدم المحادثات بين وكالة الطاقة في فيينا وإيران، والمحادثات التي يجريها مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، مشيراً الى لقاء مرتقب بينهما في أقرب وقت ممكن.
وفي السياق، حثّ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير نظراءه في الاتحاد الأوروبي على أن يكون في الصدارة في تشديد العقوبات على القطاع المصرفي في إيران، مشدداً على أن العالم لا يمكنه تحمل انتظار تحرك الأمم المتحدة لكبح طموحات طهران النووية.
وناشد كوشنير، في رسالة إلى نظرائه في الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، البدء باستطلاع عقوبات جديدة الآن ضد إيران. ودعا إلى مناقشة هذه الإجراءات في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في 15 تشرين الأول في لوكسمبورغ. وأضاف كوشنير «الوقت ليس في مصلحتنا، لأنه في كل يوم تقترب إيران خطوة من امتلاك ناصية تكنولوجيا التخصيب النووي، وبعبارة أخرى تقترب من امتلاك قدرة نووية عسكرية كأمر واقع».
وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت أمس القائم بالأعمال الفرنسي لديها جان غريبلينغ، واحتجت رسمياً على تصريحات كوشنير الذي أعلن أن طهران تسعى الى امتلاك القنبلة الذرية.
وجاء في بيان الوزارة أن «القائم بالأعمال الفرنسي استُدعي أمس الى وزارة الخارجية لإبلاغه باحتجاج الجمهورية الإسلامية واستيائها من المواقف الفرنسية السلبية الأخيرة بالرغم من اتفاقات (التعاون) بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية».