احتفلت روسيا والولايات المتحدة، أكبر قوّتين فضائيتين، بالذكرى الـ50 لإطلاق القمر الصناعي الأوّل إلى الفضاء، بتوقيع اتفاق لاستخدام التكنولوجيا الروسية في مهمات إدارة الطيران والفضاء الأميركية، «ناسا»، للبحث عن الماء في القمر والمريخ، وتأكيد تعاون البلدين في غزو الفضاء. ووقّع مدير «ناسا»، مايكل جريفين، اتّفاق التعاون مع نظيره الروسي أناتولي برمينوف. وحرص الجانبان على إغفال التنافس الذي حدث بينهما كقوّتين عظميين خلال الحرب الباردة، والخلافات الأخيرة في شأن منظومة الصواريخ الأميركيّة «الدفاعيّة» المنوي نشرها في أوروبا الشرقيّة. وقال برمينوف: «آمل أن نستمرّ في التعاون، وأن يستمرّ في المستقبل العلماء الروس والأميركيّون في العمل معاً في مشروعات مشتركة تسمح لنا باستكشاف القمر والمريخ بنجاح»، فيما شدّد غريفين على أنّه لا «سباق فضائياً» بين واشنطن وموسكو حالياً، داعياً إلى تعاون البلدين.وفي المناسبة، لفت رئيس طاقم المحطة الفضائية الدولية، رائد الفضاء الروسي فيودور يورتشيخين، إلى أنّه لا توجد هناك أيّ خلافات بين روّاد الفضاء الروس والأميركيين في أثناء العمل على متن المحطة. ونقلت وكالة الأنباء الروسية، «نوفوستي»، عنه قوله، في حوار عبر الأقمار الصناعية بين المحطة الفضائية الدولية ومركز إدارة التحليقات في ضواحي موسكو، «حتى لو كانت هناك خلافات سياسية، فإنّ العالم وصل حالياً إلى وضع أهمّ شيء فيه هو تعلّم فهم الآخر والاستماع إليه». مشدّداً على وجود تنافس لا مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة.
وشاطر رائد الفضاء الأميركي، كليتون أندرسون، زميله يورتشيخين الرأي، بقوله: «الولايات المتحدة وروسيا متباعدتان جغرافياً على الأرض، ولكنهما تعملان معاً في الفضاء».
وكان قائد قوّات الفضاء الروسية، الجنرال فلاديمير بوبوفكين، قد أشار في وقت سابق إلى أنّ استخدام معطيات الوسائل الفضائية العسكرية تمنع تحوّل «الحرب الباردة إلى حرب ساخنة».
وفي السياق، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، من أنّ نشر الدرع الصاروخيّة الأميركية في تشيكيا وبولندا سيزعزع استقرار العالم. وأشار غروشكو إلى أنّ «الاتحاد الأوروبي لم يطلب من واشنطن أن تحميه من صواريخ إيرانية افتراضية على نحو يريده الأميركيّون. وهذه مشكلة سياسية لا مشكلة عسكرية بحتة».
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)