رام الله ــ أحمد شاكرغزة ــ رائد لافي

«حماس» تجدّد التحذير من «الصلوات السياسيّة» في غزة... وإصابة إسرائيلي في الضفة


كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ «الأخبار» أمس، أن الرئيس محمود عباس رفض طلباً من الرئيس الأميركي جورج بوش بتعيين القيادي في حركة «فتح» محمد دحلان في منصب نائب الرئيس، الذي يخوّله القيام بمهمات أبو مازن في حال غيابه.
وقالت المصادر المقرّبة من عباس إن «بوش طلب من أبو مازن خلال لقائهما الأخير في نيويورك أن يضع دحلان في هذا المنصب، لكن أبو مازن رأى أن إعطاء المنصب لدحلان، بعد كل ما قام به، ومسؤوليته عن خسارة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، يعني انتحاراً سياسياً جديداً وانتصاراً لحركة حماس».
وأشارت المصادر نفسها إلى أن عباس «لم يول اهتماماً كبيراً لطلب بوش، وتذرع بأن وجود دحلان في قمة السلطة في هذا الوقت ليس في مصلحة الإصلاحات التي ينوي القيام بها، وأنه لا يجوز ترقية المسؤول عن سيطرة حماس على قطاع غزة، الذي كانت لديه الصلاحيات والأموال الكافية لبناء أجهزة أمنية قوية».
وكشفت المصادر عن «ضغوط عربية على أبو مازن لعدم السماح لدحلان بالعودة إلى قيادة السلطة ومراكز أمنية كبيرة فيها»، موضحة أن «هذه الدول، وبينها مصر والسعودية، تحمّل دحلان المسؤولية المباشرة عما جرى، كما تحمّله مسؤولية الانقسام في الساحة الفلسطينية». وبحسب المصادر نفسها، تتهم هذه الدول دحلان بأنه «رأس الفتنة والمحرك لها، وأن حماس لو أتيحت لها الفرصة لسارت في العملية السلمية وانتهجت النهج نفسه الذي سارت عليه منظمة التحرير الفلسطينية في تقديم التنازلات للوصول إلى السلام الذي يضمن حقوق الفلسطينيين».
ويقاطع عباس مستشاره الأمني السابق محمد دحلان منذ «انقلاب» غزة، ويتهمه بأنه المسؤول الأول والمباشر عن خسارة «فتح» وأجهزة الأمن أمام حركة «حماس». لكن دحلان يرد بأنه أول من حذر من اعتلاء «حماس» الحكم، وأنه الرجل الذي قدم التقارير اليومية إلى عباس ومستشاريه بأن «حماس» تعدّ العدة للانقضاض على السلطة في كل المواقع بدعم دول عربية وإسلامية.
في هذا الوقت، توعدت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية أمس بمنع «الصلوات السياسية» منعاً باتاً، بما فيها صلاة عيد الفطر، التي دعت إليها حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير في الساحات العامة، في الوقت الذي تواصلت فيه مظاهر الفوضى والفلتان الأمني.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إيهاب الغصين إن «هناك إجراءات قانونية على الجميع التزامها، ولا بد من أي جهة كانت أن تأخذ تصريحاً من وزارة الداخلية، وإلا فستعرّض تجمعها للفض، إضافةً لمساءلة المسؤولين عن التجمع».
وحددت حركة «فتح»، تساندها فصائل منظمة التحرير، عدداً من الميادين والساحات العامة في قطاع غزة، لأداء صلاة عيد الفطر فيها، بعيداً عن المساجد التي تسيطر عليها حركة «حماس»، ومتهمة إياها بـ«التحريض والتكفير».
وفي سياق مظاهر الفوضى الأمنية، استغل مجهولون خلو الشوارع من المارة في ساعات الإفطار، مساء أول من أمس، واقتحموا مركز الأقصى للتدريب والتطوير الاعلامي، أحد مؤسسات شبكة الأقصى الإعلامية، التابعة لحركة «حماس»، وسرقوا محتوياته من أجهزة الحاسوب.
ميدانياً، أصيب خمسة مواطنين فلسطينيين بجروح متفاوتة في قصف جوي اسرائيلي أمس استهدف مجموعة من نشطاء كتائب «عز الدين القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، أن إحدى مجموعاتها تمكنت من قصف مدينة عسقلان المحتلة بصاروخ من طراز «ناصر 3»، وبلدة سديروت المتاخمة للحدود الشمالية للقطاع بصاروخ مطوّر من النوع نفسه.
وفي الضفة الغربية، اعتقل الجيش الإسرائيلي أمس 10 فلسطينيين خلال حملة دهم في الضفة الغربية، فيما أصيب أحد الضباط الإسرائيليين خلال اشتباكات مع جماعات فلسطينية في أحد مخيمات نابلس.