الموت للديكتاتور». «إيران لن تتحوّل إلى تشيلي». بعض من هتافات أطلقها أمس طلّاب معارضون للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بينما كان يلقي كلمة في جامعة طهران، حيث دارت اشتباكات مع مؤيديه، جدد فيها التأكيد على أن محاولات الضغط على بلاده لوقف برنامجها النووي «لا طائل منها». وقال نجاد إن «الرئيس الأميركي أعلن خلال الأيام الماضية أنه سيُمارس المزيد من الضغوط على إيران بمساعدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة لكي تتراجع، إلا أننا نقول له إنه مخطئ تماماً وليعلم أن هذه الاستراتيجية لا طائل منها».
وأضاف نجاد «إنهم يستخدمون لغة التهديد والقوة.. الذين يعارضون تطور وتقدم الشعب الإيراني أصبحوا اليوم عاجزين أمام المنطق النووي للشعب الإيراني ويطلقون المزاعم الخاوية فقط».
في هذا الوقت، اشتبك عشرات الطلبة المعارضين لنجاد مع مؤيديه. وهتف بعضهم «الموت للديكتاتور»، فيما صرخ آخرون «أيها الزعيم الثوري.. نحن نؤيدك». وحالت هذه المواجهات دون النقل المباشر لخطاب الرئيس الإيراني، بحسب وكالة «رويترز». وقال أحد الطلاب المؤيدين للإصلاح إن الأشخاص الذين سمح لهم بالدخول للاستماع الى كلمة الرئيس الإيراني تم انتقاؤهم لأنهم يؤيدّونه.
وذكرت «فرانس برس» أن حوالى مئة طالب ردّدوا «أحمدي نجاد بينوشيه.. إيران لن تتحوّل إلى تشيلي»، وذلك في طريقهم نحو المدخل الرئيسي للجامعة، الذي أغلقته شرطة مكافحة الشغب لمنعهم من الخروج الى الشارع.
وذكرت وكالة «فارس» شبه الرسمية أن طلاباً اشتبكوا مع عناصر من أمن الجامعة حين حاولوا اقتحام أحد المداخل، مضيفةً إن الطلاب ردّدوا «نعم لإطلاق سراح الطلاب المحتجزين» الثلاثة الذين اعتقلتهم السلطات منذ أشهر بعد قيامهم بإصدار صحف تضمنت مقالات عُدّت مسيئة للإسلام.
واعترض الطلاب على عدم إجابة نجاد عن أسئلة الحضور في جامعة طهران، على غرار ما فعل في جامعة كولومبيا في نيويورك قبل نحو أسبوعين، وذلك من خلال لافتات وزعت في الجامعة وكتب عليها «لماذا في كولومبيا فقط؟ نحن أيضاً لدينا أسئلة».
ونقل التلفزيون الحكومي عن نجاد قوله لمسؤولي وطلبة الجامعة في القاعة «يجب أن يشعر الطلاب بالمسؤولية في الساحة الدولية.. عالم اليوم في احتياج إليهم».
وفي الملف النووي، تعقد اليوم في طهران جولة جديدة من المحادثات بين وفدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران لمناقشة عمل أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عمليات تخصيب اليورانيوم.
وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء أن المحادثات ستعقد بين وفد وكالة الطاقة، برئاسة نائب المدير العام للوكالة لشؤون اتفاقيات الضمان اولي هاينونن، وبين الوفد الإيراني برئاسة مساعد امين المجلس الأعلى للأمن القومي، جواد وعيدي، ويضم مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية للشؤون الدولية، محمد سعيدي ومندوب ايران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية.
وقال سلطانية إن هاينونين سيجري «مفاوضات فنية حول أجهزة الطرد المركزي من طراز «بي-1» و «بي-2»، مضيفاً إن المفاوضات مع وفد الوكالة ستستغرق يومين أو ثلاثة أيام.
واستناداً الى آخر تقرير للمدير العام لوكالة الطاقة، محمد البرادعي، فإن ايران حلَّت في المرحلة الجديدة من التعاون مع الوكالة قضيتي البلوتونيوم ومعالجة اليورانيوم قبل الموعد المُحَدَّد وسمحت للمفتشين الدوليين بزيارة مفاعل آراك للمياه الثقيلة.
وتسعى إيران إلى تطوير أجهزة «بي-2» المتطورة القادرة على تخصيب اليورانيوم بشكل اكثر فعالية من أجهزة «بي-1» التي تستخدمها حالياً.
ومن المُقرر أن ترفع وكالة الطاقة والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا تقريرين الى مجلس الأمن الدولي الشهر المقبل عن استعداد إيران التخلي عن تخصيب اليورانيوم في مقابل حوافز سياسية وتجارية.
(أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، مهر، ارنا)