أعلنت واشنطن أمس، أن مسؤولين كباراً من ست دول كبرى سيجتمعون في أوروبا الأسبوع المقبل، لمناقشة فرض عقوبات دولية جديدة على إيران، في حين وصفت الجمهورية الإسلامية محادثاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران بأنها «تحرز تقدماً جيداً»، بينما دعا الرئيس محمود أحمدي نجاد الإيرانيين إلى إبداء المقاومة في النزاع النووي مع الغرب.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، شون ماكورماك، للصحافيين، إن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) إضافة إلى ألمانيا، «ستتحادث بشأن عناصر الصياغة التي ستتضمن قرار العقوبات (الصادر عن الأمم المتحدة)»، فيما يمثل مساعد وزيرة الخارجية نيكولاس بيرنز، الولايات المتحدة في الاجتماع الذي يعقد يوم 17 تشرين الأول. ورداً على سؤال بشأن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي أعلن خلالها أنه لا يرى نية لدى طهران لصنع أسلحة ذرية، قال ماكورماك «حقيقة الأمر أن العالم لديه قناعة كافية بأن إيران في طريقها لتطوير سلاح نووي. إنها لا تملك برنامجاً سلمياً للطاقة النووية كما تقول».
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أنه في الوقت الذي توجد فيه خلافات «تكتيكية» بين موسكو وواشنطن بخصوص توقيت فرض المزيد من العقوبات، إلا أن روسيا لا تزال تؤيد الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في الدعوة إلى فرض المزيد من الإجراءات العقابية إذا رفضت إيران التخلّي عن تخصيب اليورانيوم. وتابع «نعتقد أن روسيا مؤيدة. قطعاً نحن واثقون تماماً من ذلك، على كل مستويات الحكومة الروسية».
ويأتي الاجتماع في ظل تشكيك روسيا علناً بخصوص فرض مجموعة ثالثة من العقوبات على إيران التي تقول إن أنشطتها النووية تستهدف فقط توليد الكهرباء لا صنع أسلحة نووية، فيما تعارض الصين فرض عقوبات جديدة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد ذكر أن اتخاذ أي إجراء متسرِّع بشأن إيران سيكون إجراءً «غير مسؤول».
وستزور وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس موسكو اليوم، يرافقها وزير الدفاع روبرت غيتس، لإجراء محادثات مع نظيريهما الروسيين بخصوص إيران وقضايا أخرى.
وفي طهران، قال الرئيس الإيراني في اجتماع مع مجموعة من الطلبة في طهران، أول من أمس، «طالما أننا لا ندفع فدية للقوى الدولية فإنه يتعين علينا أن نقاوم الضغوط الحالية، ومع ذلك فإن المفتاح للنجاح هو المقاومة وإلا فإن الغرب سوف يسلبنا استقلالنا في مجالات أخرى أيضاً»، حسبما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «اسنا».
وأضاف «إننا مستعدون لمفاوضات عادلة، ولكننا لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا النووية». وشدّد مجدداً على رفضه لطلبات الغرب ومجلس الأمن بتعليق تخصيب اليورانيوم.
في هذه الأثناء، أنهت إيران ووكالة الطاقة جولة من محادثاتهما الفنية بشأن أجهزة الطرد المركزي «بي 1» و «بي 2»، حسبما نقلت وكالة أنباء «مهر»، عن نائب المفاوض النووي الإيراني جواد جاويدي، الذي أضاف أن المحادثات كانت «مرضية للجانبين» وأنها ستتواصل الأسبوع المقبل.
من جهة أخرى، ناشدت منظمات حقوقية وعشرات من الناشطين الأميركيين من أصول إيرانية الكونغرس الأميركي، وقف تمويل البرنامج الأميركي لنشر الديموقراطية في إيران، الذي كان قد أطلق في العام الماضي، والذي يصل إلى نحو 75 مليون دولار، نظراً لتداعياته الأمنية على حياة الناشطين في هذا المجال داخل إيران. وقال الناشطون في رسالة بعثوا بها إلى الكونغرس إن السلطات الإيرانية تعتبرهم عملاء أو خونة، وقد تم سجن بعضهم في إيران بتهم ارتكاب «جرائم ضد الأمن القومي» الإيراني.
(الأخبار، يو بي آي،
رويترز، د ب أ، مهر)