غزة ــ رائد لافي
حكومــــة هنيّــــة تحمّــــل «فتــــح» مسؤوليّــــة التفجيــــرات في القطــــاع


نجحت المقاومة الفلسطينية أمس في قنص جندي إسرائيلي خلال توغل للاحتلال في خان يونس (جنوب قطاع غزة)، أدّى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة 11 آخرين، في وقت تواصل فيه السجال الداخلي بين «حماس» و«فتح»، فاتهمت الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية السلطة بتدبير التفجيرات في غزة.
واستشهد مقاوم في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وأصيب 11 آخرون بجروح متفاوتة في عملية توغل إسرائيلية جديدة في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
واعتقلت قوات الاحتلال نحو 27 شاباً من سكان البلدة خلال عمليات دهم وتفتيش للمنازل السكنية المحاذية لخط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48.
وقالت مصادر فلسطينية إن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفة مدفعية في اتجاه مجموعة من مقاومي «كتائب القسام»، فقتلت حازم عصفور (23 عاماً)، وجرحت ثلاثة من رفاقه. وأصيب ثمانية فلسطينيين، بينهم أربعة من مقاومي «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الاسلامي»، في قصف جوي نفذته الطائرات الحربية الإسرائيلية.
واعترفت مصادر إسرائيلية بمقتل جندي اسرائيلي في عملية التوغل المحدودة، جراء قذيفة «أر بي جي» أطلقها مقاومون فلسطينيون. وفيما قالت مصادر إعلامية إسرائيلية، نقلاً عن أوساط عسكرية، إن المقاوم عصفور هو المسؤول عن قتل الجندي الاسرائيلي قبل تمكن جنود الاحتلال من اغتياله، تبنّت «سرايا القدس» و«كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، المسؤولية عن قتله.
وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي تساندها عشرات الدبابات والآليات العسكرية والجرفات، وبغطاء جوي من الطائرات الحربية، توغلت لمئات الأمتار في البلدة، وشرعت على الفور في دهم منازل السكان، وجرف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
داخلياً، حمّلت الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية حركة «فتح» المسؤولية التامة عما يجري في القطاع من زرع لعبوات ناسفة تستهدف أفراداً ومسؤولين ومؤسسات رسمية وأهلية، متهمةً إياها باستغلال الضائقة المالية لسكان القطاع.
وكشفت وزارة الداخلية في حكومة هنية، من خلال عرض شريط مصور، اعترافات أشخاص ألقت القبض عليهم وبيّنت التحقيقات تورطهم بزرع عبوات ناسفة بتحريض من بعض قادة حركة «فتح» في رام الله.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمع القائد العام للشرطة في قطاع غزة اللواء توفيق جبر والمتحدّث باسم الحكومة طاهر النونو والمتحدّث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة إيهاب الغصين.
وقال اللواء جبر إن «القطاع يعيش منذ 14 حزيران الماضي حالة جيدة من الأمن والأمان بعد هروب التيار الانقلابي إلى رام الله». وتابع أن هذا التيار يحاول زعزعة امن القطاع واستقراره. وأضاف أن الشرطة اعتقلت في الأشهر الأربعة الأخيرة عدداً من زارعي العبوات في مختلف مناطق القطاع، التي استهدفت عناصر من «حماس» وقادة وشخصيات عامة ومؤسسات عديدة، مهدداً بأن وزارة الداخلية لن تتهاون مع من وصفهم بالعابثين في الساحة الفلسطينية.
وشدد اللواء جبر على أن معظم المعتقلين على خلفية زرع العبوات الناسفة هم من عناصر حركة «فتح»، مشيراً إلى أن «تياراً في حركة فتح في رام الله يضلل هؤلاء بالمال ويستغل حداثة سنهم».
من جهته، برر النونو إخفاء وزارة الداخلية لوجوه المعتقلين وحجب الأسماء بأن «الحكومة لا تريد تكرار حادثة الشاب (المتهم بالتخابر لمصلحة الاحتلال) مؤيد بني عودة الذي اعتقلته أجهزة السلطة في الضفة الغربية وسجلت اعترافات ملفقة له قبل عرضه على القضاء»، مشيراً إلى أن الحكومة «تهتم جداً بالصدقية والمهنية في عملها».