strong>عادت رئيسة الحكومة الباكستانية السابقة بنازير بوتو، أمس، بعد 8 سنوات من الغياب، إلى بلادها، حيث لاقاها عشرات الآلاف من مناصريها، الذين أكدت لهم عزمها على المضيّ في «حربها من أجل الديموقراطية»
شكّلت عودة بنازير بوتو أمس جزءاً من صفقة تقاسم السلطة مع الرئيس الباكستاني برويز مشرّف، إلا أنها دشنتها بالتأكيد على عزمها على المضي في حربها من أجل الديموقراطية، في إشارة إلى الجنرال الذي سعى وحكومته إلى عرقلة هذه العودة قبل إعلان فوزه رسمياً بالانتخابات الرئاسية.
وكانت رحلة بوتو من دبي إلى كاراتشي مفعمة بالمشاعر، إذ بكت وصلّت فور وصولها. وقالت «كنت أحسب الساعات والدقائق والثواني لأرى هذه الأرض والسماء والخضرة».
ومنذ وصولها، أعلنت بوتو حرباً من أجل الديموقراطية والوسطية، قائلةً «كنت أحارب من أجل الديموقراطية ولمساعدة أمّة الـ160 مليون بشري النووية لهزيمة التطرّف الذي أعطى سمعة لباكستان بأنّها تحتضن الإرهاب الدولي»، ولكنها أضافت «هذه ليست الصورة الحقيقة لباكستان، فالباكستانيون في الخارج هم الصورة الحقيقية». وصوّرت باكستان الحقيقية بأنّها «الطبقة العاملة والوسطى التي تريد أن تبني أمّة معتدلة وحديثة».
وعبّرت بوتو عن امتنانها لـ«عمّال الحزب والناس الذين جاؤوا من المحافظات الأربع وولاية آزاد كشمير (كشمير الحرة)» لاستقبالها في كراتشي، مشدّدةً على أنّها تعود إلى البلاد وهي ترفع شعار حزب الشعب «روتي، كابرا، أور ماكان» (الخبز، الثياب، المنزل).
وتوجّهت بوتو، بعد وصولها، في شاحنة مكشوفة مصفّحة يرافقها عدد من قادة الحزب، بينهم نائبها مخدوم أمين فهيم، إلى «مزار القائد» أو المتحف الوطني حيث يرقد جثمان مؤسّس باكستان محمد علي جناح.
وقد بدأت الحشود تتوافد نحو كراتشي منذ أوّل من أمس. وشوهدت مئات الحافلات تنقل المناصرين من المناطق المجاورة، لتستقبل زعيمة حزب الشعب الباكستاني بالرقص والأغاني والورود والهتافات. وتأمل هذه الحشود أن تجلب عودة بوتو الاستقرار إلى البلاد التي تعاني من الاضطرابات والقلاقل نتيجة هجمات المتمرّدين في المناطق القبلية الشمالية الغربية.
وعزّزت القوّات الباكستانية وجودها وإجراءاتها في المدينة بعد المخاوف التي أثارتها تهديدات «طالبان» لبوتو في الأسابيع الأخيرة، والتي ردّت عليها قبل أن تصل طائرتها كراتشي بأنّها «لا تخيفها». كما أعربت عن سعادتها بأنّ الجنرال مشرّف لم «يعرقل عودتها».
وقال مصدر رسمي، لم يكشف عن هويّته، إن الحشود لم تتجاوز الـ150 ألف شخص، فيما وصف المتحدّث باسم الحكومة محمد علي دوراني المناسبة بأنّها فاشلة لأنها «انحصرت في العاملين بعناصر حزب الشعب الباكستاني وليس الجماهير كلّها»، مضيفاً «حتى تجاوب الجماهير لم يكن على قدر توقّعات بوتو».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)