تستأنف السلطات الإيرانية محادثاتها النووية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران اليوم. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء أن فريقاً من خبراء وكالة الطاقة سيصل مساء اليوم الى طهران، حيث سيجري على مدى أربعة أيام محادثات مع الخبراء والمسؤولين الايرانيين تتناول المسائل العالقة حول أجهزة الطرد المركزي من نوع «بي1» و«بي2».وأوضحت «مهر» أن جدول الزيارة لا يتضمّن تفقد المنشآت النووية الايرانية.
ويعد موضوع أجهزة الطرد المركزي المحور الثاني من الاتفاق بين إيران والوكالة الدولية، ويشتمل على 6 محاور. وكانت قضية البلوتونيوم قد حُلت في محادثات الخبراء في شهر أيلول.
في هذا الوقت، جدّدت واشنطن أمس محاولاتها لتفسير التصريحات الأخيرة للرئيس الاميركي جورج بوش، الذي تحدث فيها عن مخاطر اندلاع «حرب عالمية ثالثة» بسبب البرنامج النووي الايراني. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردون غوندرو، في تصريحات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» أمس، «هذه طريقة أخرى فحسب لنقول إنها (إيران) تطور أسلحة نووية»، فيما قال وزير الدفاع روبرت غيتس، إن بوش كان يريد توضيح أن «إيران النووية» ستستفز جيرانها الأمر الذي قد يؤدي على الأرجح إلى سباق للتسلح النووي في الشرق الأوسط ويزيد مخاطر وقوع حوادث أو وصول هذه الاسلحة إلى أيدي «إرهابيين».
في المقابل، دان إمام جمعة طهران أحمد خاتمي، تصريحات الرئيس الاميركي ضد إيران. وقال إن الموقف الاميركي «المتفرعن» يعد الأرضية للحرب العالمية الثالثة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» عن خاتمي قوله «إذا كان هناك خطر يهدّد السلام والأمن العالميين، فان ذلك الخطر ناجم عن النزعة التوسعية للزعماء الاميركيين وغرورهم وترساناتهم النووية».
وأشار خاتمي الى «انزعاج الإدارة الاميركية من نجاح قمة زعماء الدول المطلة على بحر قزوين في طهران، الثلاثاء الماضي. خلافاً لتصريحات بوش الذي أعلن أن حصول إيران على السلاح النووي والقنبلة الذرية سيمهّد الارضية لنشوب حرب عالمية ثالثة، فإن القنبلة النووية ليس لها مكان في العقيدة الدفاعية لإيران المستندة الى الفقه الاسلامي»، مضيفاً إن هذا الاجتماع «يعد أحد الاسباب التي جعلت الولايات المتحدة تفقد أعصابها».
وفي السياق، هاجمت بريطانيا تدخل إيران في لبنان وبعض دول الشرق الأوسط، واعتبرته مؤذياً ويشكل تهديداً استراتيجياً على السلام في المنطقة.
ونسبت نشرة تحليل معلومات الإعلام الدولي الصادرة امس إلى وزير الدفاع البريطاني ديز براون قوله أمام مجلس العموم (البرلمان) خلال نقاش برلماني «إن سلوك إيران وتدخلها بطريقة ضارة في فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق يوحي بأن هذا البلد يشكل تهديداً استراتيجياً على السلام في المنطقة التي تريد طهران أن تؤدي دوراً محورياً فيها». وأضاف براون «صار واضحاً الآن أن أسلحة وذخائر تنتقل، وعلى نحو متزايد، من إيران إلى العراق وأفغانستان، ومن ضمنها عبوات ناسفة وقاذفات قنابل قادرة على اختراق العربات المصفحة وقتل قواتنا».
غير أن كابول نفت أن تكون إيران تزوّد المقاتلين الافغان بالاسلحة. وقال وزير خارجية أفغانستان، رانجين دادفار سبانتا، خلال زيارة لمدينة هرات الغربية الحدودية، إن «إيران جارتنا وصديقتنا وأدت دوراً كبيراً في إعادة إعمار أفغانستان»، موضحاً ان «حكومة أفغانستان لا تملك أي وثائق (تظهر) أن حكومة إيران لها يد في شحنة الاسلحة»، التي اكتشفت يوم الخامس من أيلول في أفغانستان.
(يو بي آي، رويترز، د ب أ، مهر)