strong> بول الأشقر
انطلقت في كوبا، أوّل من أمس، عملية انتخابية ستمتدّ أشهراً طويلة، وتؤدّي بداية إلى انتخاب أعضاء البلديّات وصولاً إلى رئيس الدولة، المفترض الإعلان عن اسمه قبل نيسان المقبل. واقترع الزعيم فيديل كاسترو في المركز الصحّي، حيث يتعافى من المرض الذي أبعده عن السلطة منذ 15 شهراً. واستغلّ المناسبة لتوجيه رسالة إلى الرئيس الأميركي، جورج بوش، واصفاً إيّاه بأنّه «مهووس بكوبا»، وخصوصاً بعد حديث أميركي عن «تدابير جديدة» منوي اتّخاذها هذا الأسبوع لتشديد الحصار على الجزيرة الشيوعيّة.
وبدأ أكثر من 8 ملايين كوبي، تتجاوز أعمارهم الـ16 عاماً، الاقتراع لاختيار أكثر من 15 ألف عضو للمجالس البلدية الـ 169. وتجرى الانتخابات على دورتين في اقتراع سري ومباشر، يليه في الفصل الأوّل من العام المقبل انتخاب أعضاء مجالس المحافظات والنوّاب، لولاية من 5 سنوات، والذين سيختارون بدورهم الأعضاء الـ31 المشكّلين لمجلس الدولة الذي يترأسه كاسترو منذ تأسيسه.
وقد أقرّ الحزب الشيوعي الكوبي هذه الآلية الانتخابية، المسمّاة «السلطة الشعبية»، عام 1976. ونظرياً، لا يرشّح الحزب الحاكم أحداً للانتخابات؛ فأعضاء المجالس البلدية يرشحون 50 في المئة من المتنافسين في الانتخابات النيابية، بينما ترشّح التنظيمات الشعبية النصف الآخر.
وفيما يرى النظام هذه الانتخابات، التي تجرى من دون حملة أو حتّى أحزاب، «الأكثر ديموقراطية في العالم»، وصفتها أوساط المعارضة بأنّها «مهزلة». ورأى نائب وزير الخارجية الأميركية، توم كايسي، أنّها «لا تسمح للناس بالاختيار» بل تجيز فقط «تكريس سلطة الدكتاتورية بقيادة فيديل أو راوول»، في إشارة إلى الشقيق الذي يتولى السلطة حالياً.
ونقل صندوق اقتراع إلى فيديل (81 عاماً)، كما ينصّ القانون في حالات الشيوخ أو المرضى، فيما تزداد ترجيحات تخلّيه عن الرئاسة بشكل دائم في نهاية العملية الانتخابية، على أن يتمّ انتخاب راوول إلى مركز رئيس مجلس الدولة، بعدما مثّل زعيم الثورة الكوبيّة الرئيس الوحيد الذي عرفه حتى الآن 70 في المئة من الشعب الكوبي.
وفي رسالة مفتوحة سلّمها إلى رئيسة قلمه الانتخابي التي قرأتها على التلفزيون، اتّهم الزعيم الكوبي بوش بأنّه «مهووس بكوبا» وطالبه برفع الحصار «المجرم» عن الجزيرة لأن «السيادة غير قابلة للتفاوض». كما حثّه على وقف «عمليّات التعذيب التي يقيمها في قاعدة غوانتنامو المحتلّة»، مؤكّداً له أنّ «تهديداتكم بهجوم احترازي على 70 موقعاً (داخل البلاد) لم ولن ترعبنا، وتكفينا ثمارها في مكان واحد هو العراق».
وختم كاسترو رسالته، موجّهاً الكلام إلى بوش أيضاً، قائلاً «لا تهاجم الآخرين وكفّ عن تهديد الإنسانية بحرب نووية، لأن الشعوب ستدافع عن نفسها، وسيقضي هذا الحريق على الإنسانية جمعاء».