غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

إسرائيـــل تتكتّـــم عـــن «الأسلحـــة السريّـــة» المستخدمـــة لمواجهـــة الأســـرى


أثارت جريمة قتل الأسير الفلسطيني محمد الأشقر في سجن النقب الصحراوي، ردود فعل غاضبة على المستويين الرسمي والشعبي، أعنفها صدر عن كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، التي توعدت الاحتلال بـ«خيارات مؤلمة» في ما يتعلّق بالجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، فيما أعلنت «لجان المقاومة الشعبية» نيتها خطف المزيد من الجنود.
وأعلنت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض «الحداد وتنكيس الأعلام على الدوائر والمؤسسات الرسمية بناءً على توجيهات الرئيس محمود عباس»، فيما حمّلتها الحكومة المقالة برئاسة اسماعيل هنية المسؤولية عن «التقصير في ملف الأسرى وسياسة التمييز بينهم على أساس الانتماء التنظيمي».
وقالت حكومة فياض إنها «ستتابع القضية على المستويات كلها، والمطالبة بإجراء تحقيق دولي في ظروف استشهاد الأسير الأشقر وإصابة العشرات من المعتقلين الفلسطينيين».
أما حكومة هنية فقد دانت، على لسان المكلف بوزارة شؤون الأسرى والمحررين باسم نعيم، جريمة قتل الأسير الأشقر، مشددة على أن من حقها «استعمال جميع الطرق والوسائل للإفراج عن الأسرى، وخصوصاً من ذوي الأحكام العالية».
وتوعدت «كتائب القسام» بأنها «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاعتداء على الأسرى في سجون الاحتلال»، مشيرةً إلى أن لديها «خيارات مؤلمة للاحتلال في ما يخص قضية جلعاد شاليط، وغيرها». وقالت، في بيان، إن «ما جرى في سجن النقب من اعتداء سافر وخطير يؤكّد على عقلية العدو الصهيوني الإجرامية الدموية التي لا تعرف السلام ولا مؤتمرات التسوية ولا تفهم إلا لغة القوة والنار». وشددت على أنه «سيبقى أسلوب أسر الجنود استراتيجية لكتائب القسام ستسعى لتحقيقها في كل مرحلة من مراحل صراعنا مع الاحتلال».
وفي السياق، هدّدت «لجان المقاومة الشعبية» باختطاف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بسجناء فلسطينيين لدى إسرائيل. وقالت، في بيان، «يتواصل العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا ليصل في غيّه وجرمه إلى استهداف الفئة التي لا تتمتع بأدنى حقوق الحياة البشرية، مستهدفاً أسرانا الأبطال الذين قضوا زهرة عمرهم في عتمة السجن القاتم».
واستشهد الأشقر، بعد وقت قصير من نقله إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي، متأثراً بجروحه التي أصيب بها خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي سجن النقب الصحراوي وقمع الأسرى، الذين أصيب نحو 250 منهم بجروح متفاوتة.
وذكرت وزارة الأسرى الفلسطينيين، في بيان، أن الأشقر من قرية صيدا في محافظة طولكرم، وكان يقضي حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف، وبقي له منها أقل من ثلاثة أشهر، وهو متزوج وأب لطفل عمره سنتان ونصف.
وكان أسرى في سجن النقب قد أفادوا بأن وحدة ناحشون كبيرة مدججة بالهراوات والدروع وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع حاولت فجر الإثنين اقتحام قسم «ج2»، الذي يقبع فيه 120 أسيراً، إلا أن الأسرى تصدوا لهذه المحاولة ورفضوا مثل هذا التفتيش الاستفزازي.
ورفضت سلطة السجون الاسرائيلية الكشف عن نوعية السلاح الذي استعمله السجانون ضدّ الأسرى. وقال قائد منطقة الجنوب في سلطة السجون، ايلي جايبزون، إن هذه «أدوات سرية لوحدة مسادا (وحدة خاصة تابعة لسلطة السجون لتفريق المتمردين)»، مضيفاً أن الأشقر أصيب جراء «كيس صغير يحتوي على كريات، أطلق نحوه من أحد السجانين».
ونفذ آلاف الأسرى الفلسطينيين إضراباً عن الطعام ليوم واحد. وقال نادي الأسير إن 11 ألف أسير تقريباً تجاوبوا بشكل واسع مع الدعوة إلى الإضراب. وقالت المتحدثة باسم إدارة السجون الإسرائيلية يارونا زامير إن «بعض المعتقلين رفضوا طعام الفطور، لكن لا يمكننا الكلام الآن عن إضراب عن الطعام».