بغداد ــ الأخبار
أفادت تقارير إعلاميّة بأنّ الشرطة البريطانية تدخّلت لفضّ اشتباك عنيف بالأيدي والكراسي وقع في مقرّ حزب «الاتّحاد الوطني الكردستاني»، الذي يتزعّمه الرئيس العراقي جلال الطالباني، في لندن. ونقلت التقارير عن مصدر من الحزب قوله إن أكثر من 7 جرحى وقعوا إثر تبادل اتهامات بتفكيك الحزب وبيعه لواشنطن وإسرائيل بعد محاولة زوجة الطالباني، هيرو، منذ أسابيع، إعادة ترتيب أوضاع مكتب لندن وسحب صلاحياته المالية والتنفيذية وحصر ملفاته في يدها.
وقال المصدر، وهو يهمّ إلى مغادرة لندن نحو السليمانية للقاء قيادة الحزب هناك، إنّ هيرو تشعر بأنّ المكتب قد لا يعود تحت سيطرتها التقليدية كما كان، بوصفها ابنة الزعيم الكردي إبراهيم أحمد، مؤسّس الحزب عام 1975، ولا سيّما أنّ علامات تدهور صحّة الطالباني، بسبب إصابته بسرطان البروستات، لم يعد بالإمكان إخفاؤها أو عدم ترتيب أمور الحزب في ضوئها.
وهيرو، بحسب المصدر نفسه، لا تبدي ارتياحاً لنائب رئيس الحكومة العراقيّة، برهم صالح، وتعتقد بأن السياسي المخضرم، محمود عثمان، يستطيع إثارة قضايا قانونية وسياسية ضدّها لكونه الأكثر امتلاكاً لأسرار زوجها الخارجيّة، إلى جانب لطيف رشيد.
وجذور الخلاف هي على عائدات الشركات العقارية التي من المفترض أن تشكّل استثمارات للحزب في الخارج. وهيرو، بحسب المصدر نفسه، تصرّ على المساومة على أمرين: إمّا السيطرة على رئاسة مكتب لندن بكلّ عائداته من دون فتح ملف ثروة زوجها، وإما أن تترك المكتب ضعيفاً بعد استرجاع الممتلكات والمشاريع المالية والعقارية والتجارية للطالباني، التي تقدّر بـ2.65 مليون جنيه إسترليني.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هيرو تملك الشبكة التلفزيونيّة «كردسات» ومؤسّسة «خاك» في السليمانية، فضلاً عن امتلاكها شبكة اتصالات «آسيا سيل» في العراق، و7 وكالات تجارية عالمية للعطور والملابس وأدوات التجميل.
وفي حديث مع وكالة «فاتحون» للأنباء، التي تبثّ على الإنترنت، قال قيادي في الحزب إنّ «هيرو تعمل منذ 4 سنوات على ترتيب أوضاعها لتبقى في صدارة الحزب بعد رحيل زوجها.ويلفت إلى أنّ «هناك شعوراً لدى قيادات وكوادر الحزب بأنّ هيرو رتّبت تنسيقاً معيّناً مع نائب الطالباني منذ عام 1975، نوشيروان مصطفى، على تقاسم النفوذ السياسي والاقتصادي من دون إفساح المجال لقيادات من خارج الرعيل التقليدي، وأنها تشعر بالغيرة والمنافسة من برهم صالح الذي ترى فيه الرجل الجديد لواشنطن في الحركة الكردية كلّها لا داخل حزبها فقط».