نيويورك ـ نزار عبود
حذّر مجلس الأمن الدولي أول من أمس من خطورة الصراعات الطائفية في السودان، ولا سيما في الجنوب، متوقعاً أن تزداد مع اقتراب موعد الانتخابات عام 2009. ودعا فصائل التمرّد في دارفور إلى المشاركة في مفاوضات سرت غداً السبت.
واستمع مجلس الأمن الدولي، في جلسة مغلقة أول من أمس، إلى تقرير من الأمين العام بان كي مون عن مؤتمر سرت. وأصدربياناً رئاسياً يدعو جميع الأطراف إلى الحوار الشامل والبنّاء من أجل الاتفاق أولاً على وقف الاشتباكات. وأعرب البيان عن القلق البالغ من تأخير نشر قوات يوناميد (الهجين) وحثّ الدول الأعضاء على توفير القدرات الجوية ووسائل النقل البرية التي تحتاج إليها البعثة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة «إن السلام في السودان بات هشاً ويصعب تطبيق بنوده». وحث الأطراف على الإيفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق السلام»، داعياً الزعماء السياسيين لإظهار شجاعة سياسية.
وقال بان «في السنتين الأخيرتين، توخى كل من حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان الحذر في تطوير هياكل سياسية ومؤسسية من أجل المضيّ قدماً في اتفاقهما لتقاسم السلطة والثروات والأمن المتبادل وتقرير المصير. لكن شراكتهما أصابها الضعف جراء عدم الثقة المتبادل والتفسيرات المختلفة للاتفاق والتقدّم البطيء في التنفيذ». وشدّد على أهمية الحوار بين حكومة الخرطوم والجبهة الشعبية من أجل التغلّب على خلافاتهما ونزع فتيل الأزمات المحتملة. وأشار إلى «الظروف الصعبة التي يمرّ بها اتفاق السلام الشامل في توفير الإرادة السياسية اللازمة لتسوية خلافاتهما وإحراز تقدم بشأن المسائل المعلقة من دون تباطؤ إضافي».
وانتقد تقرير الأمين العام فشل الطرفين بترسيم حدود عام 1956 والنشر غير الكامل للقوات المسلحة المرتبطة بالجيش الشعبي لتحرير السودان. وشدّد على أهمية تسوية مسألتي الحدود، وعلى ضرورة إنجاز عمليتي نشر القوات بشفافية تامة، وعلى أساس الترتيبات المتفق عليها بينهما لصون أمن حقول النفط.
وخلص بان إلى أن الحالة الأمنية قد تكون متفجرة خلال الأشهر المقبلة. وقال «إن التوتّر بين الطوائف في جنوب السودان وفي المناطق الانتقالية سيظل مصدر تهديد محلي بل ربما يزداد في الفترة المؤدية إلى الانتخابات في عام 2009».