«إعادة هيكلة» وزارة الخارجية الإيرانية

عادت إلى المشهد السياسي الإيراني أمس نغمة التعديلات «الوزارية» التي أثارت موجة من الغموض الأسبوع الماضي بعد «شائعات» عن استقالة وزير الخارجية منوشهر متكي، في وقت واصل فيه النواب الإصلاحيون انتقادهم للرئيس محمود أحمدي نجاد على خلفية استبدال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني.
وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أمس، عن تغييرات جديدة في الوزارة سيُعلَن عنها مستقبلاً. وقال إن هناك «تعديلات تُصاغ في هيكلية وزارة الخارجية ستؤدي إلى حصول بعض التعيينات الجديدة التي سيعلن عنها في حينه»، مشيراً إلى أن هذه التغييرات «ستشمل إعادة هيكلة دائرة أوروبا وأميركا وتقسيمها إلى دائرتين، وكذلك تقسيم دائرة البلدان العربية والأفريقية إلى قسمين أيضاً».
ورأى حسيني أن المحادثات التي عقدت في روما الأسبوع الماضي بين لاريجاني وخلفه سعيد جليلي مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا كانت «جيدة وبناءة»، مضيفاً أنها «جسدت المواقف الموحدة للمسؤولين الإيرانيين» في شأن الملف النووي.
في هذا الوقت، انتقد نواب إصلاحيون إيرانيون أمس الرئيس نجاد لاستبداله لاريجاني، كما ذكرت وكالة «فارس». وقال 23 نائباً، في رسالة مشتركة: «في السياق الراهن حيث يتعين على البلد مواجهة وضع حساس، فإن تغيير المفاوض النووي الرئيسي لا يخدم المصلحة الوطنية».
وكانت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «اسنا» قد نقلت عن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، خلال نقده لنجاد، قوله إن «المعيار الرئيسي هو إرادة الشعب، لا أولئك الذين يرون أنفسهم رسلاً خاصين من الله».
وفي السياق، رأى منوشهر متكي، في معرض تعليقه على العقوبات التي فرضتها واشنطن أخيراً على بلاده، أن المسؤولين الأميركيين يكررون «تجاربهم الفاشلة»، مضيفاً أن هذه العقوبات «لن تحّل مشاكل واشنطن، وستجعل الولايات المتحدة أكثر عزلة».
وأضاف متكي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي علي باباجان: «هناك خياران (في ما يتعلق بالولايات المتحدة): الأول، هو التفاهم، والآخر هو المواجهة. ونحن نفضل الخيار الأول، وأيضاً المجتمع الدولي».
أما وزير الدفاع الإيراني، العميد مصطفى نجار، فاتهم من جهته الرئيس الأميركي جورج بوش بتضخيم القدرات الصاروخية الإيرانية التي قال إنها «دفاعية ولا تهدد أياً من دول العالم».
في المقابل، حذرت صحيفة «تايمز» البريطانية أول من أمس طهران من الاستهانة بالعقوبات الأميركية عليها قائلة: «تعتقد طهران أن العقوبات الأميركية عليها ليست ذات أثر وأنها محكوم عليها مسبقاً بالفشل. لكن على إيران ألا تستهين بحقيقة أن واشنطن عازمة على توجيه ضربة لمنشآتها النووية حتى وإن عارض الأوروبيون هذه الضربة».
وفي تطورات الملف النووي، كشف مصدر إيراني مُطّلع أن من المقرر أن يصل اليوم إلى طهران نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أولي هاينونين، لعقد الجولة الأخيرة من المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين في شأن أجهزة الطرد المركزي «بي ـــــ1» و«بي ـــــ 2».
ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن المصدر قوله: «من المرجَّح أن يكون لقاء هاينونين مع مساعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني جواد وعيدي، الجولة الأخيرة من المحادثات بين الجانبين بشأن أجهزة الطرد المركزي».
إلى ذلك، رأى رئيس الوزراء الإيطالي، رومانو برودي، في تصريح لصحيفة «دي فيلت» الألمانية، أن بلاده شريك تجاري مهم لإيران، التي أكد ضرورة مشاركة روما في المحادثات بينها وبين أوروبا.
وأضاف: «لا يسعني بأي شكل من الأشكال فهم فكرة أوروبا الداعية إلى فرض عقوبات على إيران»، متسائلاً: «هل علينا أن نتخلى عن التجارة العالمية لمصلحة روسيا والصين فقط؟».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، مهر، ارنا،
أ ب، رويترز)